الأحد، 6 ديسمبر 2009

حلم لم يمت .. لكنه يتهاوى !



كثير من الناس يعتقدون أن التضامن العربى وليد القرن العشرين ، وبعضهم يدعى أن نشأة القوميات فى أوربا بعد الثورة الفرنسية قد ايقظ الشعور القومى فى البلدان العربية ، و الحقيقة غير ذلك تماما ، فالعرب على مر التاريخ كلما تكالبت عليهم الدول الطامعة ، هبوا ينشدون التضامن و التحالف لصد أطماع الطامعين و المعتدين .

فمنذ الجاهلية حيث كانت تقام أسواق تجارية يتبادل فيها العرب تجارتهم من كل حدب وصوب و يتفاخرون بأشعارهم ، والى ألان حيث يسعى أبناء الاوطان العربية وراء رزقهم فى دول عربية مجاورة ، مرورا مرورا بحروب ومعارك وأزمات عاشتها المنطقة من الجاهلية و الى ألان ، فالباحث و المتدبر فى شئون الشعوب العربية يجد أنه لا يوجد عربى واحد لا يأمل فى أن تكون هناك وحدة عربية كتلك التى أقامها الأوربيون و ينعمون برخاء اتحادهم ألان ، و هنا لا أعنى ان تكون الوحدة مجرد جامعة تضم الدول العربية و تعقد مؤتمرات من الحين للاخر ، دون ان نتفق على اى شئ ، سوى عدم الاتفاق .

فالوحدة العربية حلم يراود خيال كل عربى ، و التضامن العربى هو أمل نسعى جميعا لتحقيقه ، معتمدين فى ذلك على وحدة الدين و اللغة فى بلادنا ، وتلاصق دولنا من المحيط الى الخليج ، و كثرة خيرات الله فى بلدان الوطن العربى، و كل ما تبقى فقط هو أن يتدارك قادتنا و زعماؤنا أهمية الوحدة العربية خصوصا فى ظل المتغيرات الحالية ، و الظروف الصعبة والازمات التى يعانى منها معظم دول العالم ، فحلم الوحدة العربية لم يمت من نفوسنا ، لكنه بدأ يتهاوى و أخشى أن يسقط و يطمثه الزمن قبل أن نحققه كغيره من الأحلام الجميلة

ــ أحمد مصطفى الغـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق