الخميس، 27 يناير 2011

مشاهد من الحياة ــ الجزء السادس

فى الحياة ... قصص و حكايات كثيرة .. أنتم أبطالها .. تمثلون مشاهدها ببراعة فائقة فى سيناريو محكم الاعداد .. تتبادلون الادوار و الاماكن فى أزمنة متتالية و متعاقبة دون توقف .. و أنا معكم و بينكم أعيشها و أرصدها مثلكم .. وأكتبها أحيانا .. فتقبولها منى فى أسلوبى الادبى المتواضع على أجزاء متسلسلة تحت عنوان : مشاهد من الحياة

المشهد السادس : وضــاع حلمك يا ولدى !

المتابع لحال القنوات الفضائية و الاذاعات منذ فترة ، سيجد أن شيئا من أهم ما يميزها هى تلك المسابقات ذات الأسئلة التافهة و الجوائز المادية الكبيرة والمغرية ، فكل ما يجب عليك فعله فقط هو الاتصال برقم الهاتف الذى يظهر أمامك على الشاشة و تجيب على السؤال ذو الاختيارات الثلاثة ، و اذا دققت قليلا فى الاختيارات ستجد أنهم قد اختاروا لك الاختيار الصحيح ايضا حتى لا تتعب نفسك فى البحث عن الاجابة ، بل انه ــ ربما ــ فى بعض الاحيان ستجد السؤال ذو اختيار واحد فقط فى الاجابة !!

تجد نفسك تدخل فى حالة شعورية فريدة ، وتبدأ تحلم بالاشياء التى ستفعلها بالاموال الطائلة التى ستفوز بها ، وبالاماكن التى ستذهب اليها بالسيارة التى ستحصل عليها ،هذا كله بمجرد اجابتك على سؤال من نوعية : كم عدد أصابع قدم الانسان ؟ ، أو ماهى عاصمة جمهورية مصر العربية ؟ ، أما مسابقات الالغاز البوليسية مثل تلك التى يأتى فيها المفتش المشهور ذو البلطو الأصفر فهى لا تقل تفاهة و سطحية بل وسذاجة أيضا عن غيرها من المسابقات ، فما هى الصعوبة التى تستدعى التفكير (مجرد التفكير) عن شخصية السارق اذا كان يظهر ــ اثناء استجوابه ــ حاملا للشئ المسروق فى يديه ، أو واضعاً إياه

المهم ان سعر الدقيقة جنيه ونصف ، وسعر الرسالة يشابه ذلك تقريبا وفى بعض الاحيان يصل الى خمسة جنيهات ، وسواء كانت المسابقة لغزاً أو سؤالاً فنيا أو علميا أو دينيا ستجد أنه من الواجب عليك أن تتصل أكثر من مرة كى تزيد من فرص فوزك فى المسابقة ، و فى بعض المسابقات يخبرك المعلق على الاعلان بأنك ستفوز بدون أى سحب ، مما يعنى أن كل المتصلين سيفوزوا ، لكن تتأتى فى النهاية .. وبعد خصم المبلغ المعلوم والمعتبر من رصيدك تجد أنك لم تكسب شيئا ، و ضاع عليك كل الوقت الذى قضيته تستمع الى موسيقى و أغانى تافهة .. مثلما ضاع حلمك فى الثراء الفاحش الذى كنت تنتظره من كل أعماقك .. ولا تجد سوى أن تقول : هذا ما جناه علىّ التلفزيون .. وما جنيت على أحد

مشاهد من الحياة (الجزء السادس) ــ عاشها معكم : أحمد مصطفى الغـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق