الخميس، 3 ديسمبر 2009

تجربتان

هناك تجربتان مختلفتان فى النظام التعليمى ، احداهما فى الهند و الاخرى فى جنوب افريقيا ، ورغم الاختلاف بينهما الا ان كلتا الدولتين ألان من ادول الصاعدة والتى على مشارف الرقى و التقدم .

ففى الهند و التى كان نظامها التعليمى أسوأ من نظيره المصرى ، بدأوا علاج المشكلة من أقل من عقدين من الزمان ، حيث تم التركيز على تعليم تلاميذ الابتدائى إجراء العمليات الحسابية حتى ذات الخمسة و الستة أرقام شفاهيةً ، و ابتداع ألعاب ذات مربعات و أشكال هندسية للتعامل مع المعادلات الرياضية التى يعانى منها معظم الطلبة عندنا ألان ، و الطريقة التى يتم بها تدريس المادة العلمية فى الهند جعلت الطلاب يتجهون الى الالتحاق بالاقسام العلمية ، وألان أصبح لدى الهند أعظم العلماء من مهندسين و أطباء ومخترعين ، و قفزت الهند الى الفضاء مؤخراً .

و على العكس كان فى جنوب افريقيا ، حيث تركوا الفرصة أمام التلاميذ لاكمال دراستهم بعد التعليم الابتدائى و لم يجبروا أحداً على اكمال الدراسة حتى الشهادات الجامعية ، بل و بامكان الطلبة التخلى عن دراسة الرياضيات و الفيزياء اذا ما احسوا بالصعوبة فى ذلك ، لكن فى هذه الحالة لن يكون بمقدورهم الخوض فى الدراسة لمستويات متقدمة ، و نظرا لأن نسبة كبيرة من الاطفال كانوا يتركون المدارس للعمل ، ولأنه من الصعب ايقاف تلك الظاهرة بين ليلة وضحاه ، عملوا على الاكتفاء بتعليمهم مبادئ الحساب والعلوم فقط التى تكفيهم لمواجهة الحياة ، و ألان جنوب افريقيا من الدول المتقدمة أيضا ، لكن ليس للتكلف فى تعليم ابناء الوطن ، وانما جعل التعليم متاحاً سهلاً حتى يجد و يجتهد من يريد التفوق والنجاح ، بدلا من اعياء الميزانية بمصاريف كبيرة على طلبة لن يجتهدوا فى تعليمهم و بالتالى لن تستفيد الدولة منهم فى المجال العلمى مستقبلا .

و رغم اختلاف النظامان التعليميان الا ان كلا منهما حقق الغاية من وراءه ، ونحن فى مصر نجمع ما بين النظامين و على الرغم من ذلك لم نحقق أى غاية حتى ألان !



ــ أحمد مصطفى الغـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق