الخميس، 3 ديسمبر 2009

حتى لا تجف ينابيع الحب !


فى وسط الزخم الهائل للدراما التى شاهدنها على مر سنوات قليلة مضت و كان آخرها شهر رمضان الماضى ، كان هناك ظاهرة غريبة و هى جفاء الابناء تجاه أبائهم و أمهاتهم ، وفى نفس الوقت تجاهل الوالدين للابناء ، لا أعرف اذا ما كانت هذه الظاهرة هى واقع اجتماعى منتشر بالفعل وقد صورته الدراما ، أم انها حالات فردية ركزت عليها المسلسلات و الاعمال التلفزيونية ..

كل الاسر تشهد الصراع المهذب الحنون بين الرغبة والحماس والانطلاق ، وبين العقل والحكمة والخوف ، و هناك حداً أدنى من الاختلاف فى الرأى و وجهات النظر و ليس الخلاف . و هذا طبيعى و معتاد ، إلا أن المفزع هو الجحود الذى ملئ القلوب ، و تلك القسوة فى المعاملة ، و سوء الفهم المشترك ، فمن الذى أوصل المشاعر داخل نفوس الابناء الى حد النكران ؟ و من الذى أطفئ شموع الحنان داخل قلوب الاباء والامهات ؟

لا أعرف ما اذا كان السبب هو تغير طبيعة الأفراد أنفسهم ، وابتعادهم عن الدين والاخلاق الحسنة ، أم ضغوط المجتمع و همومه ومشكلاته ، أم ربما الدراما ذاتها هى التى زرعت تلك المعتقدات فينا عن طريق عرضها لحالات فردية حتى ظن البعض انها لغة الحياة المعاصرة و ذهب يقلدها تقليداً أعمى .. أتمنى أن تعالج الدراما هذه الظاهرة و تعمل على خلق روحا جديدة داخلنا ، حتى لا تجف ينابيع الحب و الحنان و ينتهيا .. ضمن ما سرقه زماننا الردئ منا ..


ــ أحمد مصطفى الغـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق