الخميس، 7 أكتوبر 2010

عصر القطط


قرأت فى إحدى الصحف عن هذا الخبر الغريب : أنه منذ نحو ثلاثة أعوام استيقظ سكان هونج كونج على أخبار صادمة تتعلق بعمليات تعذيب وقتل للقطط ، فقد عُثر على قطة لم يتجاوز عمرها الشهر الواحد مقتولة في أحد الشوارع .. والأسوأ فى هذا الموضوع هو العثور عليها مبتورة القدمين أمام أحد المحلات التجارية وعُثر بعد ذلك على قطة أخرى مقتولة ومشوهة في شارع آخر .. ولم تكن تلك الحالة الأخيرة

ولهذا ـ كنتيجة طبيعية فى مثل هذه البلدان ـ فقد ظهرت أكثر من جماعة مهتمة برفاهية الحيوانات تحذر من مغبة الاستمرار في عمليات قتل وتعذيب القطط ، وقد ساد الاعتقاد بأن شخصاً ما يرتكب كل هذه الجرائم وأطلقوا عليه تسمية «سفاح القطط» ، كما قامت إحدى جمعيات الرفق بالحيوان بحملة للمطالبة بإجراءات أكثر صرامة وتشدداً ضد هذا السفاح ، بل و اتهمت الشرطة بالتقصير في تعقبه والإخفاق في إدارة الأزمة .

الأزمة «القططية» في هونج كونج لم تدم طويلاً ، لأن الجهات المعنية تحركت بسرعة لوقف نزيف القطط و وقف محاولات التصفية العنصرية اتجاهها دون غيرها من بنى الحيوان ، وانتهت المأساة على النحو الذي انتهت عليه.. لكن في نفس تلك الفترة هل كانت القطط في العراق وفي أفغانستان وفي غزة لا توجد بها جمعيات لإحياء القطط تلقى نفس الاهتمام؟!

الفرق بين ما حدث فى هونج كونج ، وما حدث ومازال يحدث فى العراق وأفغانستان وغزة هو أنه فى تلك المناطق المذكورة أخيراً يتم عمليات قتل منظم و إبادة جماعية باستخدام أسلحة فتاكة .. تحرق وتشوه وتهلك .. ولكن ليس المستهدف هو القطط ، وإنما البشر ! .. أي عالم هذا الذى نحيا فيه ؟! ، يموت البشر بالملايين فلا أحد يبالى ، وتموت القطط فتخرج المظاهرات و المسيرات للمطالبة بحقوقها !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق