![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjg-tvm7Ry_aRFSAbLrxDLCWojFLGnHhmAavKRYnwMEgzYjctpm3Frh0sdwg0KrCgE2Znbabg3AKwcTBk78FRdYMAweClwefNCW5YICHq2GUJog-zZhi3Ui7j7BIM8CHDIHZv7KLk9GMTYH/s320/-_1_%257E1.JPG)
فى 30 سبتمبر من العام 2005 ، نشرت صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية 12 من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم ) ، واعادت صحف اوروبية اخري نشر هذه الصور مرة اخرى و هو ما اثار ردود فعل غاضبة في العالم الاسلامي وجرح مشاعرهم وقامت موجة عارمة من الاحتجاجات علي المستوي الشعبي والسياسي في العالم الإسلامي ، إعتبرها البعض ـ وأنا منهم ـ أنها جزء من مخطط كبير لإهانة الدين الاسلامى وتشويه صورته و نشر حالة من الخوف فى نفوس الشعوب تجاه كل ما هو إسلامى ، و ذلك فى إطار ترسيخ لمصطلح جديد " الاسلاموفوبيا" ، والذى بدأ ترسيخه فى العقول والنفوس عقب احداث 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة .
و تستغل الحكومات الغربية ردود الفعل الغاضبة من قبل الشعوب المسلمة فى ترويج صورة سيئة عن الاسلام ، وانهم شعوب لا تحترم حرية الرأى والتعبير وأن دينهم يحث على العنف و عدم التسامح ، لكن هذا إفتراء .. فغضب الجماهير ياتى من منطلق حب الدين والحفاظ عليه بعيداً عن تناوله فى رسوم كاريكاتورية سخيفة أو أفلام سينمائية مستفزة ومضللة ، كما ان تلك الدول تركز على الافعال الغاضبة للبعض دون أن تذكر ـ مجرد الذكر ـ ما يقوم به كثيرون أخرون من محاولات مضنية لتعريف الغرب بصحيح الدين و قيمه الحميدة وأخلاقه السامية ، ولا يصغون لما يطالبهم به المسلمون من ضرورة إحترام معتقداتهم الدينية و رموز دينهم ، بالمناسبة إقتحام السفارات ـ وان كان عمل غير أخلاقى و ضد المبادئ المتعارف عليها دينيا ودبلوماسيا ـ فإنه يبقى رد فعل طبيعى لأى إستفزاز و إقرأوا كتب التاريخ لتروا كم من مرات تظاهر فيها شعوب امام سفارات شعوب دول اخرى و تم إقتحامها أحيانا ، فالأمر ليس حصرى على الدول الاسلامية فحسب ، ومقتل السفير الامريكى فى ليبيا جاء من تدبير وتنفيذ القاعدة لتصفية نزاعات قديمة بينها وبين أمريكا فى معركة مفتوحة لا يدرى احد متى تنتهى .
اننى أرى ان حملات ودعوات المقاطعة الإقتصادية للدول التى أساءت للدين الاسلامى كانت خطوة فاعلة فى حينها ، وان خفتت بسرعة نظراً لأسباب إقتصادية و سياسية حالت دون ان تطول وتثمر ، لكن مع تكرار الاساءة من خلال فيلم بُثَ جزء منه على "يوتيوب" و رسوم ساخرة جديدة فى مجلة فرنسية ، فإن الأمر يسنحق هذه المرة وقفة مؤثرة ، ليس فقط بالشعارات أو الخطابات ، وانما التحرك القانونى والدبلوماسى مطلوب و كذلك الاتجاه الاقتصادى نحو قوى ودول اخرى تحترمنا وتقدرنا ، ولتكن أيضا فرصة للتخلص من العبودية لدول الغرب و أمريكا .
بالمناسبة من المفارقات الغربية ان يكون يوم 30 سبتمبر ولكن قبلها بخمسة سنوات .. أى فى العام 2000 ، بتم قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، في حضن والده يغادر الحياة ، ومنذ تلك الحادثة وقبلها غادرها مئات الاطفال الفلسطينين .. دون ان تحل القضية أو يتوقف القتل !
بقلم/ أحمد مصطفى الغـر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق