الأحد، 28 أكتوبر 2012

وطنٌ مزيف .. على أرضٍ طاهرة !

في الثانى من نوفمبر من العام 1917 م ، أًرسل وزير الخارجية البريطاني وقتها " آرثر جيمس بلفور" رسالة إلى اللورد/ ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، تلك الرسالة التي عرفت باسم وعد بلفور والمعروف أيضاً بـوعد من لا يملك لمن لا يستحق . بناء على هذه الرسالة بنيت دولة اليهود المزعومة و كيانهم الغاصب ، و اخترعوا مقولات أخرى مثل المقولة المزيفة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، و لفوائد كثيرة ستعم على انجلترا وغيرها من دول العالم .. كان لا بد من إيجاد مكان يجمع يهود العالم و يتم الإعتراف به قانونيا وطنا يهوديا يهاجرون إليه ، ووجدت بريطانيا أن مصلحتها في توظيف هذه العملية في برنامج توسعها في الشرق الأوسط، فحولت قوافل المهاجرين إلى فلسطين بعد صدور الوعد المشئوم ، وقامت بتوفير الحماية والمساعدة اللازمة لهم ، ثم صار الدعم الأكبر لاحقا من الولايات المتحدة الامريكية التى تعتبر اسرائيل هى طفلها المدلل فى المنطقة ، ويعتقدالمتدينين اليهود أن "أرض الميعاد" (التسمية اليهودية لأرض فلسطين) قد وهبها الله لبني إسرائيل فهذه الهبة أبدية ولا رجعة فيها ، وفى سبيل ذلك أقام اليهود عشرات المجازر على مدار تاريخ الصراع العربى الاسرائيلى منها : دير ياسين و صبرا وشتيلا ، وخاضت اسرائيل أكثر من حرب . إسرائيل نموذج معاصر للقمع وإغتصاب الحقوق والتعامل العنصرى المستمر ، والتاريخ الأسود لتلك الدولة طويل و ربما سيطول أكثر مع الزمن مع إستمرار الاحتلال و استمرار الاستفزاز لبقايا الارض الفلسطينية الغير محتلة وحتى دول الجيران مثل لبنان ، إسرائيل ــ وان كانت بعض الدول العربية تبادلها العلاقات الدبلوماسية والتجارية ــ الا انها يجب أن تبقى هى العدو الاول للعرب ، لا تأخذنا معاهدات السلام او العلاقات الاقتصادية فتنسينا عدواة الصهاينة لنا ، فهم عدو متغطرس وقاتل جبان لا يرحم و محتل غاصب وظالم لا يقيم عدلا أو يحترم مواثيق ، وهذا ما أثبتته سنوات الصراع عبر العقود الماضية.
إن وطن اليهود المزعوم هو وطن مزيف أقاموه بالخداع والمكر والحيلة و بمساعدة ألة القتل الغربية ، أقاموه على أرض طاهرة .. أرض فلسطين الحبيبة .. حيث المقدسات الدينية و شعب الصمود ، شعب لاق مع الزمن برغم محاولات التهويد الدنيئة و سلب الشعب الفلسطينى لحقوقه من خلال يزييف المقدسات وإختلاق اليهود لحجج ومسببات وجودهم على أرض فلسطين ، ستبقى فلسطين عربية .. وسيبقى أهل فلسطين على أرضها و سيحررها العرب ذات يوم لا محالة ، يقول محمود درويش فى قصيدة " الأرض" : كأنّي أعود إلى ما مضى/ كأنّي أسيرُ أمامي/ وبين البلاط وبين الرضا/ أعيدُ انسجامي/ أنا ولد الكلمات البسيطة/ وشهيدُ الخريطة/ أنا زهرةُ المشمش العائلية./فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل/ من البدء حتّى الجليل/ أعيدوا إليّ يديّ/ أعيدوا إليّ الهويّة! بقلم/ أحمد مصطفى الغـر

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

عام على ليبيا .. بدون القذافي


فى آواخر اكتوبر من العام الماضى ، وفى أنبوب صرف خرسانى مهمل كان العقيد الليبى "معمر القذافى" يختبأ فى ملاذه الأخير فى الدنيا قبل ان يفارقها ، وبغض النظر عن المفارقة بين الرواية الرسمية لحلف الناتو التى ترجح ان احد غارات الحلف كان السبب فى أسر العقيد واصابته ، او رواية أخرى تقول ان الثوار هم من عثروا عليه وقتلوه ، فإن القذافى قد رحل عن ليبيا و عن افريقيا و عن الدنيا ، وبقت ليبيا تواجه تحديات صعبة و كبيرة ، و افريقيا تواجه تحديات أصعب وأكبر ،لكن كل شئ سيكون على ما يرام طالما بدون طغاة من نوعية القذافى ! صحيح .. أنه لا شماتة فى الموت ، لكن حتى وبمجرد أن انتشر خبر مقتل العقيدالقذافى .. فإذا بالنكات والسخرية عن القذافى تعود إلى صفحات و مجموعات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى بسرعة البرق ، منها ذاك التصريح المصطنع على لسان القذافى الذى يقول فيه : " خبر مقتلى صحيح ، لكنى أؤكد لكم انى بخير وبصحة جيدة " ، لكن إذا كانت تلك المقولة الساخرة مصطنعة فقد كانت مقولات القذافى الحقيقية لا تقل سخرية عنها ، هذا بخلاف ملابسه و هيئته العامة التى تجلب السخرية حتى دون أن ينطق بأى كلمة أو يصوب تصريحاً طائشاً يصيب به العلاقات بين ليبيا و أى دولة أخرى بالموت أو على الأقل التوتر، هو قائد ثورة .. أرادها أن تستمر 42 عاما ، وإذا كانت ثورته فى بدايتها قامت للتخلص من الملكية و إرساء نظام جمهورى ديموقراطى حقيقى فى ظل نهضة عربية قديمة كانت أشبه بثورات الربيع العربى الحالى ، لكن حتى بعد أن حققت الثورة هدفها ، أراد القذافى لها أن تبقى مستمرة و يظل هو قائدها ، ولا نعرف على أى شئ كان " يثور" خلال كل تلك العقود الماضية ، خصوصا وأن الأحوال لم تتغير للأحسن و لم تنهض ليبيا النفطية لتصل إلى المستوى الذى هى عليه دول الخليج مثلا ، فبقيت " الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى " بلا حراك إلى الامام ، لم يكن الاسم الذى أعطاه العقيد لجماهيريته سوى مجموعة من الكلمات تشبه الى حد ما ألقابه الكثيرة و المتعددة ، فبخلاف كونه "قائد الثورة" ، فهو " ملك ملوك افريقيا" ، " عميد الحكام العرب" ، "إمام المسلمين" ، "الفاتح العظيم" ، "المفكر الاممى" ، "صاحب النظرية الثالثة " ، " صاحب الكتاب الأخضر" ، " قائد الطوارق" ، " رئيس تجمع دول الساحل والصحراء" ، و ألقاب أخرى كثيرة قد يصعب الالمام بها كلها . لم تكن ليبيا تعرف الديموقراطية فى عهده ، رغم الإدعاء الرسمى السائد بأن الحكم بيد الجماهير، لأن ببساطة لم تكن الجماهير تجد من يعبر عنها بالأساس ، فوسائل الاعلام الرسمية لا تتحدث الا عن القائد ، واليافطات فى الشوارع تعج بكلمات القائد المقتبسة من خطاباته ،الصحف لا ترصد سوى تحركات القائد ، و مقالات الرأى لا تحلل سوى سياسات القائد ، لا يمثل ليبيا فى الخارج سوى القائد ، ولا بطل فى ليبيا سوى القائد ... هكذا كانت ليبيا طيلة 42 عاما ، كل شئ هو من إبتكار و إبداع القائد .. البطل .. الأب / معمر ! ، وكأن الجماهير قد عقمت فلم تنجب أى ليبى يمكنه أن يصنع شئ أو يقدم جديداً ، ربما لأن القائد و أبناؤه لم يتركوا شيئا إلا وفعلوه ! ، باختصار : مر عام على ليبيا بدون القذافى ، تتحسس معالم بداية طريق الديموقراطية وتنتهج سبيلا جديدا يأمل الجميع أن ينتهى بليبيا قوية وقادرة على تعويض عقود القذافى التى أضاعها من عمر الدولة الليبية ، ولعل الغد يحمل معه الخير لجميع الدول العربية ! ـــ بقلم/ أحمد مصطفى الغـر

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

أعظم حروب التاريخ


قل إنها "معجزة" ، قل انها " حرب لم تحدث من قبل " ، صفها كما أردت وكيفما شئت ، لكنها تبقى دائما أبداً " حرب 6 أكتوبر" العظيمة ، أعظم حروب التاريخ ، تسمى فى سوريا الشقيقة "حرب تشرين التحريرية" و فى إسرائيل " حرب يوم الغفران" ، فيها تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس و اختراق خط بارليف الذى وصفه كثيرون حينها بأنه "الحائط المنيع " في 81 مكان مختلف وتم إزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياة ذات ضغط عال بفكرة عبقرية و تم الاستيلاء على أغلب النقاط الحصينة به بخسائر محدودة . الحرب خطة وخداع ، وخطة أكتوبر كانت عبقرية و فريدة تستحق التحية لكل من شارك فيها و كذلك من نفذها ، اما الخداع فكان قائما على خداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، فكانت المفاجأة كالصاعقة أصابت العدو بفقدان الاتزان والسيطرة و تضارب فى قراراته ، وحقق الجيش المصرى انتصاراً عسكرياً ، وانتصارات أخرى على الصعيد النفسى والمجتمعى ، ويصنع الجيش مجداً خالداً لنفسه و للوطن أجمع ، ان حرب السادس من اكتوبر لم تكن لتحدث لولا رجالاً عظماء تحملوا عبء الحرب فى ظروف شديدة الفقر كانت تمر بها مصر و من الناحية العسكرية لم تكن القوات المسلحة المصرية فى ظروف لم تكن لتسمح بحرب جديدة بعد هزيمة 1967 التى لحقت بالجيش. انتهت الحرب العظيمة ـ رسميا ـ بالتوقيع على اتفاقية الهدنة وفك الاشتباك في 31 مايو 1974 ، ومن منطلق القوة والإنتصار اعلن الزعيم الراحل "أنور السادات" عن قبول مصر للسلام ووقعت اتفاقية سلام شاملة واستردت سيادتها الكاملة علي كافة أراضيها بعد ان حطمت اسطورة " الجيش الذي لا يقهر" ، والذى فشل مجدداً فى حربه ضد حزب الله فى عام 2006 بالرغم من كل ما أحدثه من تدمير فى الاراضى اللبنانية . . بقلم/ أحمد مصطفى الغـر

الخميس، 4 أكتوبر 2012

رسوم مسيئة و قتل غادر !


فى 30 سبتمبر من العام 2005 ، نشرت صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية 12 من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم ) ، واعادت صحف اوروبية اخري نشر هذه الصور مرة اخرى و هو ما اثار ردود فعل غاضبة في العالم الاسلامي وجرح مشاعرهم وقامت موجة عارمة من الاحتجاجات علي المستوي الشعبي والسياسي في العالم الإسلامي ، إعتبرها البعض ـ وأنا منهم ـ أنها جزء من مخطط كبير لإهانة الدين الاسلامى وتشويه صورته و نشر حالة من الخوف فى نفوس الشعوب تجاه كل ما هو إسلامى ، و ذلك فى إطار ترسيخ لمصطلح جديد " الاسلاموفوبيا" ، والذى بدأ ترسيخه فى العقول والنفوس عقب احداث 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة . و تستغل الحكومات الغربية ردود الفعل الغاضبة من قبل الشعوب المسلمة فى ترويج صورة سيئة عن الاسلام ، وانهم شعوب لا تحترم حرية الرأى والتعبير وأن دينهم يحث على العنف و عدم التسامح ، لكن هذا إفتراء .. فغضب الجماهير ياتى من منطلق حب الدين والحفاظ عليه بعيداً عن تناوله فى رسوم كاريكاتورية سخيفة أو أفلام سينمائية مستفزة ومضللة ، كما ان تلك الدول تركز على الافعال الغاضبة للبعض دون أن تذكر ـ مجرد الذكر ـ ما يقوم به كثيرون أخرون من محاولات مضنية لتعريف الغرب بصحيح الدين و قيمه الحميدة وأخلاقه السامية ، ولا يصغون لما يطالبهم به المسلمون من ضرورة إحترام معتقداتهم الدينية و رموز دينهم ، بالمناسبة إقتحام السفارات ـ وان كان عمل غير أخلاقى و ضد المبادئ المتعارف عليها دينيا ودبلوماسيا ـ فإنه يبقى رد فعل طبيعى لأى إستفزاز و إقرأوا كتب التاريخ لتروا كم من مرات تظاهر فيها شعوب امام سفارات شعوب دول اخرى و تم إقتحامها أحيانا ، فالأمر ليس حصرى على الدول الاسلامية فحسب ، ومقتل السفير الامريكى فى ليبيا جاء من تدبير وتنفيذ القاعدة لتصفية نزاعات قديمة بينها وبين أمريكا فى معركة مفتوحة لا يدرى احد متى تنتهى . اننى أرى ان حملات ودعوات المقاطعة الإقتصادية للدول التى أساءت للدين الاسلامى كانت خطوة فاعلة فى حينها ، وان خفتت بسرعة نظراً لأسباب إقتصادية و سياسية حالت دون ان تطول وتثمر ، لكن مع تكرار الاساءة من خلال فيلم بُثَ جزء منه على "يوتيوب" و رسوم ساخرة جديدة فى مجلة فرنسية ، فإن الأمر يسنحق هذه المرة وقفة مؤثرة ، ليس فقط بالشعارات أو الخطابات ، وانما التحرك القانونى والدبلوماسى مطلوب و كذلك الاتجاه الاقتصادى نحو قوى ودول اخرى تحترمنا وتقدرنا ، ولتكن أيضا فرصة للتخلص من العبودية لدول الغرب و أمريكا . بالمناسبة من المفارقات الغربية ان يكون يوم 30 سبتمبر ولكن قبلها بخمسة سنوات .. أى فى العام 2000 ، بتم قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، في حضن والده يغادر الحياة ، ومنذ تلك الحادثة وقبلها غادرها مئات الاطفال الفلسطينين .. دون ان تحل القضية أو يتوقف القتل ! بقلم/ أحمد مصطفى الغـر