السبت، 31 ديسمبر 2011

رسائل العام الجديد !


مع انتهاء عام و بداية عام جديد ، نحتاج إلى إعادة ترتيب حياتنا ، وأن ننهى أشياء تراكمت دون أن نتمها ، و نكمل أخرى لم تكتمل بعد ، و قد وجدت بين ركامى .. رسائل لم تُرسل فى حينها ، فجمعتها ـ بقدر الامكان ـ كى أعيد إرسالها مختصرةً إلى أصحابها ، لعلها تصل مع بداية العام الجديد إلى وجهتها المقصودة :
ــ إلى كل مرشح للرئاسة : القيادة كالسباحة ، لا يمكن أن تعلمها بالقراءة !
ــ إلى كل صاحب منصب : لو دامت لغيرك ، ما كانت لتصل إليك !
ــ إلى كل مسئول : إفعل ما يجب ، وليس ما تستطيع .
ــ إلى هيئات المستشارين بالوزارات المختلفة : كل وزير جاهل بموضوع ما ، لكن ليس بكل الموضوعات ، إذن ما الحاجة إلى كل هذا العدد من المستشارين ؟!
ــ إلى من يبكون عهد ما قبل الربيع العربى: إن من يضيعون حاضرهم حزنا على ماضيهم ، لا مستقبل لهم !
ــ إلى أهالى شهداء الثورات العربية : ما ضاع حق وراءه مطالب .
ــ إلى إعلامى و صحفى وصاحب كلمة: الحرية قيود ، أكثر مما هى كسر للقيود .
ــ إلى كل القوى السياسية التى تخون بعضها البعض وتتناحر بالباطل : من لا يسامح .. فقد هدم الجسور التى كان يجب أن يسير عليها .
ــ إلى الشعوب التى ترضى بالذل : من فقد المال لم يخسر شئ ، ومن فقد الصحة فقد خسر بعض الشئ ، ومن خسر كرامته و شرفه فقد خسر كل شئ !
ــ إلى ضيوف برامج التوك شو : لكى يحترمكم الحاضرين .. إحترموا الغائبين .
ــ إلى المتلونين و المتحولين بعد الثورة : من يجلس على مقعدين .. يسقط بينهما !
ــ إلى كل رجل أمن يسحل آخاه المواطن : قول “عمر بن الخطاب” عندما رأى رجلاً يسحب شاه برجلها ” إن رحمتها رحمك الله ” ،، فما بالك بالبشر ؟!
ــ إلى كل فاسد وظالم : كيف تستمتع بالحياة ، إذا كنت تحيا بالميت ؟!
ــ إلى كل طاغية يصر على البقاء فى الحكم : لا تتوقع نتائج مختلفة ، اذا كنت تكرر نفس الاسلوب الذى إستخدمه من سبقوك من أمثالك .
ــ إلى الزعماء العرب المخلوعين : تأخرتم كثيراً كى تصلحوا و تعدلوا ، و عندما أضطررتم إلى إصلاح “سقف المنزل” .. إخترتم ” يوماً ماطراً” !
ــ إلى أصحاب الأحزاب السياسية : أحزابكم كالشواطئ ، والناس تبحر بقواربهم بينكم ، فأحسنوا معاملتهم و أصلحوا و أعدلوا .. إذا أردتم تمكث القوارب طويلاُ على شاطئكم !
ــ إلى كل من قرأ كلماتى: أبعث إليكم أخيرا بقول الامام ” الشافعى ” : كم من حاجة لنا قضيناها بالاستغناء عنها .


المرسل/ أحمد مصطفى الغـر

الأحد، 27 نوفمبر 2011

و مرَ عام آخر !



فى الثامن والعشرين من نوفمبر من العام 2009 ، كانت اول تدوينة توضع على هذه المدونة المتواضعة ، و للتاريخ خصوصية أخرى لا مجال لذكرها هنا ، كانت المدونة فى بدايتها تحمل عنوان ( العودة الى الحياة) ، و فى فى نفس اليوم لكن من العام التالى (2010) تم تغيير العنوان مرة أخرى ليصبح (أحمد مصطفى الغـر .. يكتب إليكم ) ، وهو العنوان ذاته الذى كنت دائما ما أردد معه مقولة " لم يعد هناك ما يستحق الكتابة عنه ، رغم بقاء من يستحقون الكتابة اليهم " ، وهذا اليوم .. أى (28 نوفمبر من العام 2010) تنهى المدونة عامها الثانى و تبدأ عامها الثالث ، وقد تم تغيير العنوان للمرة الثالثة ليصبح ( كلام على بالى !) .. ربما لما لاقته سلسلة مقالات (كلام على بالى !) و التى تم نشر 5 أجزاء منها حتى ألان .

فى القائمة الجانبية التى تحمل عنوان (سيبقى شئ بيننا) توجد تلك التدوينات التى تم كتابتها فى تلك اللحظات الهامة من عمر المدونة ، ضربة البداية .. فاتت سنة .. فاتت سنة و يوم ، و ألان : يُضاف إليهم تدوينة جديدة و هى : و مر عام آخر !

أتمنى أن أقدم عمل متواضع من خلال تلك المدونة يكون عند حظن ظنكم ، و يلاقى استحسان كل من يراه ، بالرغم من إنشغالى عنها لفترات طويلة دون وضع أى شئ عليها ، لكن على الأقل : سأجعلها شئ للذكرى يدل على وجودى ، كما تقول المقولة : إذا أردت أن تحيا بعد موتك ... إترك شيئاً يستحق أن يُـقرأ ..



ــ أحمد مصطفى الغـر
28 نوفمبر 2011

أرض النفاق



عدت إلى المنزل متعباً، فتحت التليفزيون .. كانت القناة المصرية الفضائية تعرض فيلم (أرض النفاق) بعد فترة ليست بالطويلة.. قطعت القناة الفيلم، كى تذيع بيان الحكومة الذى يلقيه رئيس الوزراء فى حينها كان (د/ أحمد نظيف) .. لم أجد حرجاً فى أن أضحك ضحكة عالية على هذا الموقف ، ومازلت أتساءل حتى الآن .. هل إذاعة الفيلم فى نفس اللحظة التى سيتم فيها إلقاء رئيس الوزراء لبيان الحكومة أمام مجلس الشعب هو من قبيل الصدفة البحتة؟! .. أم أنه يعبر عن واقع حقيقى.


بقلم / أحمد مصطفى الغـر

الأحد، 6 نوفمبر 2011

نصب فخاً.. فوقع فيه !


لقي كندي حتفه عندما ضغط عرضياً على خيط موصول بمصيدة مفخخة وضعها لحماية منزله من المتسللين وإذ به يصيب نفسه. وأفادت صحيفة 'ذي مونريال غازيت' الكندية ان جوس لورانس بوتفين من مدينة ليفيس بجنوب كيبيك وضع المصيدة المفخخة لتفادي سرقة منزله، بعدما اشتكى للشرطة من محاولة أحدهم فعل ذلك . وأشارت إلى ان بوتفين صياد في الـ75 من العمر وهو يقيم بمفرده في بيته. وقالت الشرطة ان الرجل داس عن طريق الخطأ على خيط موصول بزناد بندقية عند مدخل غرفة نومه فانطلقت منها رصاصة قتلته. وعثر على الجثة واستبعدت الشرطة أن يكون ما حصل انتحاراً

ــ من قصاصات الصحف

الأحد، 25 سبتمبر 2011

ذكـريات الصبـا



ثمة ذكريات لا يمكن أن تُنسى أو تُمحى من ذاكرتنا.. فهى ليست مجرد جزءاً عابراً فى ماضينا ، ننساه بمجرد تخطينا له .. وإنما هى ذكريات محفورة فى أذهاننا ، ستظل باقية كى تسعد قلوبنا كلما هب عبيرها يغازل خيال ماضينا ، فتنتعش ذاكرتنا فى محاولة جاهدة منها ضد النسيان .

أتذكر بعضا من تلك الأيام ـ إن لم تكن كلها ـ و أحاول دائما أن أظل أرددها كلما حانت فرصة أو جاءت مناسبة ألتقى فيها برفيق من رفقاء الصبا ، لكن مشاغل الحياة دائما ما تقسو علينا ، وتحرمنا من تلك اللحظات القليلة للقاء .. تمنعنا من مجرد الحصول على وقتٍ للذكرى .

فلنحاول أن نقتنص وقتاً و لو قليلاً من أوقاتنا كى نتذكر أيام الماضى الحلوة و ذكرياته الجميلة ، لعل ذلك يساعدنا على التخفيف من ضغط الحياة المعاصرة ، ويفرج عنا جزءاً من همومها و مشاكلها .


ــ بقلم / أحمد مصطفى الغـر

السبت، 17 سبتمبر 2011

وداعاً .. محمد حسين حجازى



مساء الاربعاء ـ الساعة : الثانية عشر إلا ربع تقريبا .. فتحت موقع جريدة الجمهورية لمطالعة عددها الاسبوعى على غير عادتى ، إذ كنت معتاداً على مطالعته فى صباح يوم الخميس غالباً ، وجت هذا الخبر المحزن فى مقدمة "الركن الهادى" بـباب "مع الجماهير" .. :

( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. للأسف عندي النهارده خبر وحش.. أول امبارح الثلاثاء وأنا أعد الركن للنشر. اتصل بي من طنطا القاريء الدكتور حسن العضمة ليبلغني بوفاة زميله القاريء الطنطاوي الدائم محمد حسين حجازي.. اللي كان بيمتعنا دايماً بآرائه وأفكاره في الصفحة ، خالص عزاء "مع الجماهير والركن الهادي" لأسرة الفقيد ودعواتنا له بالرحمة ولهم بالصبر.. وشكراً للدكتور حسن للجهد الذي بذله من أجل الوصول للمحرر وإبلاغه الخبر في حينه) .

بعدها وجدت أنه قد تم نشر هذه الرسالة فى بريد الاهرام للاستاذ: سامي ميرس من كوم امبو ـ أسوان تحت عنوان " ورحل صديف آخر " : ( ..‏ ويتساقط الأحبة والأصدقاء ممن أثروا بريد الأهرام بفكرهم وعطائهم‏..‏ فلقد صدمت في آخر محادثة تليفونية للاطمئنان علي صحة الصديق الحميم الأستاذ‏/‏ محمد حسين حجازي من طنطا بأنه قد غادرنا الي خالقه وهو في أوج عطائه واسهاماته المتميزة في شتي المجالات بخفة ظله المعهودة وقفشاته الطريفة.. لقد فقدنا الصديق صاحب الخلق الرفيع والتواضع الجم ولا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة ) ، و قد نشرت رسالة مشابهه له أيضا فى جريدة الاخبار اليومية .. تحمل نفس الخبر ، وهنا رسالة بريدية أخرى بالاهرام كانت للعميد صيدلى متقاعد سمير محمد المغربى من الاسكندرية تحمل نعياً له جاء فى مقدمتها : وهكذا يدبل الورد الجميل. وتجف الأشجار الباسقات من تساقط أوراقها اليانعات. فقد فوجئت وحزنت كثيراً عندما اطلعت ببريد الأهرام على رسالة الأستاذ سامى ميرس . التى نعى فيها فارساً متميزاً من فرسان البريد الكرام هو الأستاذ محمد حسين حجازي. ولقد تصادقت مع الراحل الكريم عن طريق المراسلات البريدية فقط ولم يحالفنى الحظ بمقابلته رغم أنه الشقيق الأصغر لصديق عزيز هو المهندس محمود حجازي. وكان الفقيد ذى حس فنى مرهف ومتميز. وكان مستمعاً حقيقياً وذواقة لكل فن رفيع ومحترم للعمالقة الكبار ويحتفظ بتسجيلات كثيرة ونادرة لهم. إننا سوف نفتقدك كثيراً يا أستاذ محمد ...



منذ أن تعلمت قراءة الصحف و صارت هواية أو ربما كانت هكذا من البداية ، وأنا أرى اسم الاستاذ محمد حسين حجازى فى غالبية ان لم يكن كل الصحف التى وقعت عليها عينى ، كانت له ملاحظات ثاقبة فى كثير من مجالات الحياة و مشكلات المجتمع ، كنت أستغرب فى حينها من توقيعه الدائم لسنوات طويلة حيث كانت عبارة ( بكالوريوس علوم طنطا ) تجاور اسمه باستمرار ، فهل هو لا يتخرج أبداً من الكلية وظل طالباً فى السنة النهائية ؟ أم أنه لم يجد وظيفة حتى ألان ..؟ ، خصوصا و أننى قد وجدت اسمه و بنفس التوقيع فى صحيفة قديمة تعود للسبعينات ( لا أذكر العام بالتحديد ألان) ، معظم من يقرأون الصحف بالتاكيد قد قرأوا اسمه على الأقل ـ أكررها : على الأقل ــ قد رأوا مساهمة او مقالة او مشاركة نصية منه ولو لمرة واحدة ، وإن كان ذلك لا يصدق ، لأنهم بالتأكيد قد رأوا الاسم وقرأوا ما كتبه صاحبه لمرات عديدة ، كانت اذاعة الاغانى لا تسلم من ملاحظات مستمع مخلص ومتقن فى سماعه ، لدرجة أنه كان يجمع الأخطاء طيلة الاسبوع ليرسلها الى الصحافة فى نهايته ، كم كان غريباً أن تجد إذاعة ـ من المفترض ـ أنها يعمل بها كودار من ذوى الخبرة فى مجال عملهم ، فتجدهم بلا أدنى خبرة !

كتبت معه فى جريدة واحدة وهى ( الراية العربية) وذلك فى بداية صدورها ، حيث كنت اكتب مقال فى صفحة الرأى و كان له عمود فى صفحة الفن .. لكنه توقف بعد فترة لظروف ما ... و ربما كانت هذه هى أقرب الفرص التى أتيحت لى كى أقابله ، لكن للأسف لم تحدث المقابلة ، و لن تحدث أبداً .. بعد أن رحل عميد قراء الصحف ، و أكثرهم إخلاصاً .. ومن الغرابة أن الحالة ( الاستاتيس) الخاصة بى على صفحتى على الفيس بوك كانت فى اليوم ذاته و قبل معرفة خبر الرحيل هى : القسوة ليست فى الموت .. بل فى الفقــد ــــ فعلا سنفتقد هذا الشخص العزيز : (

"محمد حسين حجازى ـ بكالوريوس علوم طنطا" .. ظل هذا الاسم وبهذه الكيفية لسنوات طويلة يزين الكثير من أعداد الصحف المصرية المختلفة ، بل و إمتد إلى الصحف والمجلات العربية خارج مصر أيضاً ، ومؤخراً كان يزين بعض الصحف الاليكترونية على الانترنت ، رحل الأستاذ/ محمد فى صمت حيث توفى إلى رحمة ربه الكريم .. تاركاً بصمة لن تُنسى فى تاريخ الصحافة من خلال العديد من الرسائل والمساهمات التى ناقش من خلالها الكثير من مشكلات المجتمع بطريقة موضوعية ساخرة ، وكتب فى مجالات مختلفة كثيرة بخفة ظل مصرية إعتدناها فى ما يكتبه ، وداعاً محمد حسين حجازى .. سنفتقدك ، لكن ستبقى ذكراك وكتاباتك فى قلوبنا .


ـــ أحمد مصطفى الغـر

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

العــودة إلى المدارس و الجامعات










إنتهت الاجــازة ... عساكم من عوادها


** حقوق الملكية الفكرية للرسوم الكاريكاتيرية محفوظة لرساميها

الأحد، 11 سبتمبر 2011

رسالة إلى الله



ربما كان القدر قد خطط له أن يكون فى مكان الجريمة بعد لحظات من وقوعها ، وربما لسوء حظه كان مجئ رجال الشرطة وهو مازال فى مسرح الجريمة .. بصماته فى كل مكان ،فقد حاول أن ينقذ القتيل قبل وصول الشرطة بلحظات ،لكن المجنى عليه فارق الحياة حتى قبل أن يفكر الرجل كيف سيساعده،وإلى أى مكان سينقله ؟!

يبدو أن القاتل قد هيئ مسرح الجريمة كى يسقط أول شخص يصل الى المكان، ومسح آثار بصماته ،و رتّب لوقت وصول الشرطة ، فكان الشرك الذى أعده محكم التخطيط والتنفيذ .

مرت الأيام واستمرت التحقيقات يوماً تلو الآخر ،يؤكد الرجل فى كل يوم أنه برئ من تهمة القتل وان مروره من المكان كان من قبيل المصادفة ،لكن ثبوت بعض الأدلة المفتعلة عليه جعل من براءته أمراً مستحيلاً ، طول فترة التحقيقات التى استمرت لأيام كثيرة جعله يفقد الأمل شيئاً فشيئاً فى أن يرى نور الحرية و العدالة. ، حاول الرجل أن يشرح موقفه ويؤكد براءته لقاضى المحكمة ، لكنها تلك الأدلة المصطنعة الملعونة تعاود فى الظهور مرة أخرى لتضعف من موقف الرجل وتثبت إدانته !

أصدر قاضى الدنيا حكمه على الرجل بأن تزهق روحه شنقاً ، فإنهار البرئ داخل قفصه الحديدى البغيض، ربما كان القاتل الحقيقى فى هذه الأثناء يمرح ويتسكع معتقداً أن حريته لن يسلبها منه أحد ، وأن حياته خالدة الى الأبد ، لا يعرف أن كل مجرم سيتألم من كل جريمة ارتكبها ولو بعد حين ،وأن قاضى الآخرة سيكون أكثر عدلاً وإنصافاً من قاضى الدنيا ،كما أن عقابه سيكون أقسى و أشد .

فى آخر أيام الرجل فى الدنيا ،وهو فى طريقه الى غرفة الاعدام ،طلب من شانقيه أن يعطوه ورقة و قلم كى يكتب خطاباً ..لقد كان الخطاب هو آخر ما يتمناه قبل الموت ، كتب الرجل بعض الكلمات ثم طوى الورقة وكتب العنوان عليها، نُفْذَ الحكم ،و فارق الرجل الدنيا ، تلك الدنيا المظلمة التى غابت عنها العدالة فى أشد حاجته إليها ، وغابت العدالة تماماً مثلما غابت الحرية والانسانية ، وانتشر بدلاً منها : الفساد والظلم والوحشية .

حاولوا فيما بعد ارسال الخطاب لكنهم فشلوا فى ذلك ، فالعنوان غير مدرج ضمن قوائهم البريدية .. وبعد جدال طويل ونقاش حاد استقروا على أن يضعوا ذلك الخطاب مع الرجل فى قبره لعله يصل ذات يوم الى العنوان المقصود .. لقد كان العنوان : ( رسالة إلى الله ) !


قصة قصيرة و رسوم / أحمد مصطفى الغـر


القصة حصلت على مركز متقدم بالمسابقة الادبية بجامعة طنطا ، و وصلت للمرحلة النهائية من التصفيات فى مسابقة مختبر السرديات بمكتبة الاسكندرية ، و قد تم نشرها فى العديد من الصحف والمجلات العربية المطبوعة والاليكترونية

الأحد، 14 أغسطس 2011

صحيح .. الدنيا ضيقة



عثرت أم من جنوب أفريقيا على ابنها المفقود بعد خمس سنوات من البحث بفضل موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك الذي ساعد في تحديد موقع الطفل .

وقالت صحيفة سوتان جنوب الأفريقية إنه سوف يتعين على الأم ان تنتظر حتى يتم إجراء تحليل الحمض النووي (دي ان ايه) للتأكد من نسبه وحتى تسمح لها الاجهزة المعنية بالشئون الاجتماعية بأخذ ابنها إلى المنزل.

وكان الصبي قد فقد وعمره آنذاك ثلاث سنوات في أغسطس عام 2006، عندما ذهبت الأم لزيارة والدها الذي كان على فراش الموت في المستشفى. ولم يكن مسموح للأطفال بدخول وحدة العناية المركزة، لذا جلس الطفل مع أحد أقاربه في القاعة.

وعندما عادت الأم بعد زيارة والدها في لحظاته الأخيرة، كان ابنها قد فقد. وقالت الأم/26عاما/ للصحيفة: 'كنت مازال اعاني من صدمة وفاة والدي والان ابني فقد'.
وعلى مدار خمس سنوات لم يسفر بحثها عن أي دليل. ولكن الأم تقول إنها كانت تشتبه في ان زوجها المنفصل عنها اختطف ابنها.
وفي الأسبوع الماضي، جرى التواصل معها عبر الفيس بوك ليتم إبلاغها ان زوجها توفي. وذهبت الأم إلى احد ملاجئ الايتام بحثا عن الطفل، فوجدته هناك.

وبحسب الناطق باسم ادارة التنمية الاجتماعية فان الانتظار حتى إجراء اختبار الحمض النووي والتأكد من توفر أوضاع معيشية مقبولة للطفل إجراءات معيارية تطبق على جميع حالات الاختطاف.

شوفتوا الدنيا ضيقة إزاى ؟! ... عقبال لما كل الأطفال الضايعين يرجعوا لأهلهم


ــ من قصاصات الصحف

الخميس، 11 أغسطس 2011

و يتحقق حلمها أخيرا



حققت امرأة أمريكية في عمر الـ105 سنوات حلمها القديم في أن تكون طالبة جامعية بتمضيتها يوماً في إحدى الجامعات الأمريكية. وذكرت قناة «وافي تي في» الأمريكية أن فلورنس والنر، التي ستتم الـ106 من عمرها في أغسطس الحالى ، حضرت صفوفًا في جامعة «بورتسماوث» ضمن برنامج «فيرجينيا بيتشز بيث سكولوم فيلاج» الذي يعمل على تحقيق آمال سكان فيرجينيا. وقالت والنر «إنه جميل .. جميل أن تطَّلع عن كثب»

وهنَّأ رئيس الجامعة بيلي غرير، والنر، مرحباً بها في صرح الجامعة، وقال «آمل أن أجعلك ترتاحين مع كل الطلاب وتتكلمين معهم وأثق بأنك ستخبرينهم بعض الأمور»


ــ من قصاصات الصحف

الأحد، 7 أغسطس 2011

مبارك فى القفص .. اللهم لا شماتة



اللهم لا شماتة.. حتى الآن لا أعرف ما إذا كنت أعيش حلماً، أم أنها كانت حقيقة؟، لساعات على شاشة التلفزيون المصرى يمثل رئيس مصر السابق "محمد حسنى مبارك" ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته ومساعدوه فى القفص الحديدى فى إحدى قاعات أكاديمية الشرطة التى كانت ومنذ القليل من لحظات الزمن تحمل اسم مبارك تيمناً وتكريماً له، وهو نفس المكان الذى اجتمعوا فيه منذ أشهر ليحتفلوا بعيد الشرطة، وهى آخر احتفالية رسمية كبيرة يحضرها مبارك قبل خلعه من منصبه أو تنحيه أو تركه للمنصب بأى طريقة كانت، الآن يمكننا فعلاً أن نقول أن مصر تفتح صفحة جديدة بيضاء ومشرقة تقوم على العدالة وليس سواها، ولنا أن نفخر بأننا أول شعب عربى يحاكم رئيسه على ما ارتكبه بحق الشعب والوطن، ولأن الأمر برمته بيد القضاء فسيكون من الإجحاف الخوض فى الحديث عن التهم الموجهه للرجل والحكم عليها من قبلنا، فنحن بذلك نصادر حق القاضى فى الحكم وحق المتهم فى تبرئة نفسه.

لكن دعنا نتحدث عن إجراءات مثالية تمت فى نقل المتهمين من وإلى المحكمة، لم نر هكذا إجراءات تتم مع متهمين عاديين من قبل، دعنا ننظر إلى قضاء عادل ونزيه ينظر فى القضايا بعد سنوات طويلة كان يتم فيها الضغط على القضاة وإهانتهم، بل وتجاوز الأمر إلى تطويع القوانين كى تخدم مصالح حفنة من المستفردين بالسلطة، دعنا ننظر إلى عدالة وفّرتها الثورة لهم، وهم الآن فى أشد الحاجة إليها، وتناسوا أنهم غيبوها ـ أى تلك العدالة ـ لسنوات طويلة مضت، بعضهم الآن ينشد الرحمة.. والشعب ينشد العدالة، وبحسبهم أنهم الآن أمام محاكم مدنية وليست عسكرية أو ثورية خاصة، وأنهم يحاكمون وهم متمتعون بكافة حقوقهم دون أى شماتة أو رغبة فى الانتقام غير العادل منهم، وهذه المحاكمات لن تزيد من رصيد مصر فى تحقيق الديموقراطية والعدالة والارنقاء بحقوق الإنسان والمحافظة عليها.

بل سيكون لها دور كبير فى استعادة الأموال المهربة فى الخارج، ودور أكبر فى كتب التاريخ التى ستروى حكاية ثورة الشعب المصرى التى أسقطت النظام القمعى الفاسد والبوليسى بسلميتها، وألهمت العالم أجمع، اللهم لا شماتة ونحن نرى الرئيس الذى ظل 30 عاماً فى سدة حكم البلاد يقف الآن داخل قفص حديدى، اللهم لا شماتة ونحن نراه على سريره راقداً تبدو عليه علامات المرض والوهن وتقدم العمر وفى انتظار محاكمته، حاولت كثيراً أن ألتمس له عذراً فوجدت أن الدماء التى خضبت الطرقات فى أحداث الثورة تمنعنى، حاولت أن أستشعر الرحمة له فوجدت أمامى سنوات طويلة من عمر الوطن سرقها هو وعائلته وحاشيته دون أدنى مسئولية أو اعتبار لشعبه الكادح.

أليس 30 عاما كانت كافية لنقل مصر نقلة نوعية تجعلها فى ركب الدول المتقدمة أو على الأقل أفضل حالاً مما نحن عليه الآن؟.. لكن حتى وإن ارتضينا له الرحمة.. فليست الرحمة سوى نصف العدالة!

ــ أحمد

الأحد، 31 يوليو 2011

كل رمضان و أنت طيب

كل سنة وانتم طيبين ... و يا رب تكونوا جميعا بخير ... رمضان كريم







الخميس، 28 يوليو 2011

حكاية بحبها أوى



في امتحان الفيزياء في جامعة كوبنهاجن بالدانمارك

جاء أحد أسئلة الامتحان كالتالي : كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر (جهاز قياس الضغط الجوي)؟

الاجابة الصحيحة : بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الارض وعلى سطح ناطحة السحاب

إحدى الاجابات استفزت أستاذ الفيزياء وجعلته يقرر رسوب صاحب الاجابة بدون قراءة باقي إجاباته على الاسئلة الاخرى

الاجابة المستفزة هي : أربط الباروميتر بحبل طويل وأدلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر الأرض . ثم أقيس طول الخيط

غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالمباروميتر أو بالفيزياء , تظلم الطالب مؤكدا أن إجابته صحيحة 100% وحسب قوانين الجامعة عين خبير للبت في القضية

أفاد تقرير الحكم بأن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء . وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لاثبات معرفته العلمية

ثم طرح عليه الحكم نفس السؤال شفهيا
فكر الطالب قليلا وقال: " لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها أختار" فقال الحكم: "هات كل ما عندك"

فأجاب الطالب
يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الارض ، ويقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الارض ، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة . باستخدام قانون الجاذبية الارضية

اذا كانت الشمس مشرقة ، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين

إذا اردنا حلا سريعا يريح عقولنا ، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة : "ساعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة" ؟

أما إذا أردنا تعقيد الامور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الارض وأعلى ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر

كان الحكم ينتظر الاجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء ، بينما الطالب يعتقد أن الاجابة الرابعة هي أسوأ الاجابات لانها أصعبها وأكثرها تعقيدا
بقي أن نقول أن اسم هذا الطالب هو " نيلز بور" وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء ، بل إنه الدانمركي الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء

ــــــــــــــــــــــ

# تعليق #

أول مرة قريت فيها القصة دى كانت فى الكلية فى مجلة حائط (كحاينة) كدا ، مكنش فيها حاجة تتقرا الا القصة دى ، اللى عملوا المجلة تعبوا علشان يجمعوا مادة ترفيهية قابلة للقراءة لكن شكل المجلة ميشجعش حد انه يقف قدامها من الاساس ... و لولا انتظار المدرج والزحمة مكنتش وقفت قدامها وشوفتها ... شكرا للزحمة وللتعليم الحكومى (الـ ... ) اللى مش قادر يوفر مدرجات واماكن للتعليم .. لولاه مكنتش عرفت القصة دى

الاثنين، 25 يوليو 2011

سمكة ذهبية ــ قصة قصيرة



ما أبغض تلك الحياة التى جعلتنى احياها داخل هذا الحوض الزجاجى الضيق ، المياه قذرة ولا تعطى بالاً أبداً أو تجد ما يدفعك إلى تغييرها وتنظيف الحوض إلا عندما يعاتبك أحد أصدقائك .. أحد أولئك الذين بمجرد دخولهم غرفتك ويبدأون فى الطرق على جدران الحوض بأصابعهم الغليظة ، يعتقدون اننى بهلواناً أمامهم يتراقص فرحاً بذلك ، لا يعلمون مدى حنقى من تلك الطرقات الضوضائية التى يحدثونها.

حتى الطعام تبخل عليّ به ، وترمى لى الفتات العفن من بقايا طعامك بدلاً من أن تشترى ما يلذ ويشتهى من عند بائع أسمالك الزينة الذى جئت إلى محله ذات يوم غابر لتشترينى من عنده ، لا أستطيع أن أنسى هذا اليوم عندما إمتدت شبكة البائع الصغيرة لتنتزعنى نت وسط إخوتى ، وليضعنى البائع فى هذا الحوض الضيق البغيض ، لا أعرف ما هو سر إهتمامك بشراء الحيوانات الأليفة إذا كنت لا تهتم بها ؟! ، فهذا قطك الأسود الذى يُخيل للناظر إليه من بعيد وكانه شيطان ، هاهو يتضور جوعاً ويتلوى ولا يجد ما ياكله ، كم حاول فى مرات عديدة سابقة أن يأكلنى ، لكنك كنت تأتى فى الوقت المناسب لتنقذنى ، حتى عصفورك المغرد .. لم أعد أسمع تغريده منذ زمن طويل ، ربما قد صار أبكماً نتيجة لجوعه وإرهاقه الشديد عن تَنقُّله بين أركان قفصه الجاثم على حريته .

لا أعرف ماذا يمكننى أن أفعل ألان وانا أعانى جم المعاناة من الجوع والارهاق وقذارة المياه من حولى ، أمنياتى فى الوصول إلى ما يعرف باسم (البحر) بدأت تزداد يوماً بعد آخر ، فلكم سمعت عن الحرية المطلقة التى تحياها أسراب الأسماك فيه ، والطعام الوفير والمياه الصافية المتجددة ، عالم مفتوح ومثالى للحياة ، تزداد الأحلام فى مخيلتى كلما إزداد الجوع ، أكاد أختنق .. أشعر بهزات عنيفة فى الحوض .. الهزات تزداد .. تزداد .. فجاة إنكسر الحوض وسقطت على الأرض مع قطرات المياه العفنة من حولى ، ثم وجدت نفسى بين فكى الشيطان الأسود الذى يتضور جوعاً هو الآخر ، لعل كونى وجبة شهية له يعطيه فرصة فى الحياة ليوم آخر جديد !


قصة قصيرة : أحمد مصطفى الغـر

الأحد، 17 يوليو 2011

بقايا قصيدة



الشمس فى وسط السحاب .. تموت
وعلى استحياءٍ .. جاءت شظايا من الظلماتِ
جاءت لتعلن عن نهاية يومنا ...
أو ربما جاءت لتعلن أننا سنموت ..
سنموت قبل إكتمال قصة حبنا ..

********

من يا ترى يدرى: كم عمره؟ وبأى أرض يموت ؟
كل الذى أعلمه : أن حبك فى ثنايا قلبى
يحترق .. و يموت ..
ما أسوأ أن تحترق ذكريات الحب
فى قلب .. ألان يحتضر ويموت ..




ــ أحمد مصطفى الغـر

السبت، 9 يوليو 2011

من قصاصات الوفاء


بعد غياب 8 أعوام، عاد كلب الصيد «بابير» إلى صاحبه الذي تأكد أنه قد تمت سرقته إلى خارج المنطقة. ومرت سنوات عدة ولم يعد الكلب الوفي إلى صاحبه د. ساطع بزي الذي تحسر لفقدانه باعتباره من الكلاب الأصيلة والنادرة والمخصصة للصيد البري. ويقول موقع (شام برس): بعد أن فقد د. بزي الأمل نهائياً مع مرور الأشهر والسنوات، كانت المفاجأة المذهلة التي تمثلت بعودة الكلب الذي بلغ عمره اليوم «12 سنة» إلى منزل صاحبه الطبيب بعد 8 سنوات من تغيبه الذي تبين أنه قسري ليرقد أمام «بيته» الذي خصصه له ولا يزال فارغاً حتى الآن وينتظر عودة صاحبه من العيادة. وعند عودة الطبيب إلى منزله وقف مذهولاً أمام كلبه، ولم يصدق الأمر حتى أقدم الكلب وبدأ بالتمرغ تحت أقدام صاحبه، وكأن الفرحة ملأته عند مشاهدته لصاحبه

الخميس، 23 يونيو 2011

مسافر .. من غير رجعة



يؤلمنى أن أرى الطير .. يشكو إرتفاع الشجرة
أن أرى الليل .. يشكو إمتداد الظلمة
أن أرى ضوء الشمس كضوء الشمعة
أن أرى السماء يكسوها سواد الغيمة
يدهشنى أن أرى الطفل يموت ..
من غير لقمة
يفتش عن الطعام .. فى أرضٍ عفنة
يبحث عن الماء .. فى بئرٍ قذرة
وإذا وجد فتات لقمة ..
مؤكد أنها مجرد صدفة
يدهشنى أن أرى النهر يجف ..
فى وقت غفلة
أن أرى الأرض تموت من غير خضرة
أن تبكى عينى .. من دون عَبرة
* * *
ما أغرب أن تقسو النملة
على قطيع من الفيلة !
أن تفرز النحلة علقماً
وتموت من دون اللدغة !
أن تغدو الأسطورة علماً
ويتوه الواقع فى الزحمة
أن تبدو الشوكة كالزهرة
وتموت الضحكة والفرحة
* * *
أتعجب من أمر المرأة
غطتها تجاعيد البشرة
رغماً عن ذلك .. لا تهدأ
لا تطفأ نار الشهوة
تعصى الرحمن بملبسها
تتمايل .. تهلكها الرغبة
* * *
يرهقنى أن أسكن وطنى
أن أشكو الغربة فى بيتى
يحكمنى الخونة والجهلة
من علمٍ أو خبرة
حزينُ أن أرى عمرى يسافر ...
الى غير رجعة


__ أحمد مصطفى الغـر

الخميس، 19 مايو 2011

شعب لم يعد يعشق النسيان



فى مقال الكاتب محمد الدسوقى رشدى بعنوان: إصلاح وتهذيب هشام طلعت مصطفى، الذى تم نشره بالعدد الأسبوعى من اليوم السابع بتاريخ 13- 4 – 2010 ذكر عبارة مازالت تتردد فى أذنى حتى الآن وهى ذاتها التى وضعتها عنوانا لمقالى.

صحيح أن حينها كان الكاتب يقصد قضية وموضوعاً آخر تماماً، لكن ما أود الحديث عنه الآن أن الشعب المصرى فى ظل النظام السابق كان يعشق النسيان هروباً من مواجهة الحقيقة، فالنظام استطاع وبكفاءة غير عادية أن يجعل كل مواطن مشغولا من أخمص قدمه وحتى شعر رأسه فى مشكلاته الحياتية اليومية التى لا تنتهى.

وما أن يخرج من أزمة حتى يجد نفسه غارقاً فى أزمة أخرى أمر وأشد من سابقتها، كان رهان النظام دائمًا على أن الشعب الذى يبحث عن رغيف الخبز وكوب الماء ومسكن متواضع جدا مجرد صالة وغرفة واحدة أو حتى غرفة على أسطح إحدى العمارات القديمة أو على الأقل "عشة" فى عشوائيات المدن.. هذا الشعب لا يمكنه أن يفقه معانى ومصطلحات مثل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية.

لقد استطاع النظام السابق أن يجد ما يشغل السواد الأعظم من الناس عن شئون الحكم ومحاسبة النظام، فحتى أعضاء المجلس الموقر، الذى يُفترض أن يقوموا بمحاسبة الحكومة والنظام كان جُم هدفهم هو الحصول على رضا الوزراء وكبار رجال الحزب الحاكم عنهم، حتى عندما كانت الصحف ــ المستقلة طبعا ــ تكشف عن بعض جرائم الفساد والإضرار بالمال العام ومصلحة الدولة كان مصيرها التضييق عليها والتهديد بإغلاقها، وهذا ما كان يسرى على حال بعض القنوات الفضائية أيضاً، فكانت مناقشة شئون الدولة تتم على استحياء شديد، هذا بخلاف السنوات الثلاث الأخيرة، والتى قد وصل حد السفه والإجرام بحق الشعب والدولة من جانب النظام مالا يطاق ولا يحتمل.

الجمعة، 29 أبريل 2011

مشاهد من الحياة ــ الجزء السابع

فى الحياة ... قصص و حكايات كثيرة .. أنتم أبطالها .. تمثلون مشاهدها ببراعة فائقة فى سيناريو محكم الاعداد .. تتبادلون الادوار و الاماكن فى أزمنة متتالية و متعاقبة دون توقف .. و أنا معكم و بينكم أعيشها و أرصدها مثلكم .. وأكتبها أحيانا .. فتقبلوها منى فى أسلوبى الادبى المتواضع على أجزاء متسلسلة تحت عنوان : مشاهد من الحياة

المشهد السابع : أين اختفى النسيم ؟!

بين الحقول الواسعة ، والطبيعة الساحرة ، تحت السحابات العالية فى السماء الصافية ، كانت سلاسل ذهبية من الشمس المشرقة تتخلل جمعنا عندما نسير معا ، أو نجلس عند اطراف أحد الحقول ، وكان نسيماً لطيفا يداعب وجوهنا عندما نجرى أو نلعب الكرة .. كان ــ ومازال ــ يوم عطلة من الدراسة والعمل ، كنا نستيقظ مبكراً ، نلون البيض و نعد الفسيخ والبصل الأخضر للغداء .. هكذا كان هذا اليوم ــ يوم شم النسيم ــ فى الماضى . لكن كيف أصبح اليوم ؟!

حشود من العائلات تفترش كل الأماكن العامة والخاصة ، ألوان زاهية و فرحة مبهجة ، وجوه باسمة و أطفال يلهون ويلعبون ، أعتقد أن هذا هو الجانب المشرق الوحيد فى اليوم ، وغالبا ما يكون فى الساعات الأولى منه فقط .

ومع إقبال الشمس على غروبها لتعلن نهاية اليوم ، تجد كميات ضخمة من بقايا الفسيخ والاسماك المملحة منتشرة فى كل مكان ، بقايا البصل الأخضر تظل مفترشة الأرض ، قشور البيض ذات الألوان الزاهية ، أكياس وبقايا أطعمة مختلفة مبعثرة بشكل عشوائى فى كل مكان . روائح غريبة تنطلق من تلك الكميات الهائلة من البقايا ، لتضاف الى روائح وعودام موجودة بالأساس ، ما تم إحداثه فى يوم قد يتطلب إسبوعا أو شهراً لتنظيفه . وعلى عكس الزهرة التى يفوح عبيرها كى يملأ المكان ويستمر يوما بعد يوم ، تجد أن يوم شم النسيم (عيد الربيع) يفوح بروائح غريبة كريهه .. على غير اسمه تماماً .. فيا ترى أين إختفى النسيم ؟!


مشاهد من الحياة (الجزء السابع) ــ عاشها معكم : أحمد مصطفى الغـر

الأحد، 27 مارس 2011

كنزٌ لا يفنى



وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى التحلي بصفة القناعة حين قال: "ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" ، وكان يدعو ربه فيقول: "اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير".
والقانع بما رزقه الله- تعالى- يكون هادئ النفس، قرير العين ، مرتاح البال، فهو لا يتطلع إلى ما عند الآخرين، ولا يشتهي ما ليس تحت يديه، فيكون محبوبًا عند الله وعند الناس، ويصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس".
إن العبد لن يبلغ درجة الشاكرين إلاَّ إذا قنع بما رزق، وقد دل على هذا المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة - رضي الله عنه: "يا أبا هريرة! كن ورعًا تكن أعبد الناس، وكن قنعًا تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنًا.." .

الخميس، 3 مارس 2011

شوية معلومات


اغلى ثمن لكلمة واحدة
منذ اكثر من مئة سنة كانت الكلمة مرتفعة الثمن ففي1867 دفع اسماعيل الاول نائب الملك في مصر مبلغ 1300 دولار للحصول على لقب يتكون من كلمة واحدة. وقد دفع المبلغ الى فؤاد باشا الوزير التركي رشوة لحمل السلطان العثماني على منحه لقب (الخديوي) وكانت مصر وقتئذ تابعة للسلطة العثمانية.

اغرب محاولة انتحار
قتل شيخ في الثالثة والستين بعد سقوطه من ارتفاع قدم ونصف القدم فجاء في شهادة محقق الوفاة: (اخفق في محاولته ان ينتحر ولكنه مات وهو يحاول ذلك بأن اخذ حبلاً الى الحجرة ووقف على صندوق وجرب ان يعقد الحبل بمسمار بارز عن عارضة السقف، فزل ووقع فحطمت جمجمته على بلاط الحجرة.

اغرب جولة في باريس
يستطيع اي شخص في باريس مقابل اجر زهيد. ان يقوم بجولة في قنوات المجاري فيركب زورقاً بخارياً يطوف به ليرى هذه المجاري الفريدة التي تمتاز عن غيرها بوجود مواسير المياه واسلاك التلفون والكهرباء معلقة في سقف القنوات.

اول قطعة نقدية مزورة
كانت القطعة النقدية الذهبية التي سبكها يولكيراتس حاكم جزيرة ساسوس اليونانية 535 قبل الميلاد. فقد كانت مصنوعة من الرصاص ومغطاة بقشرة رقيقة جداً من الذهب.



اخطر الحرائق التي شهدها العالم
من اهم الحرائق التي شهدها العالم… حريق لندن الذي وقع في عام 1666 واستمر ثلاثة ايام ودمر 13 ألف منزل.

اول الصحف العربية
اول الصحف العربية هي صحيفة (الوقائع المصرية) انشأها محمد علي باشا 1828 وكانت تصدر اولاً بالتركية والعربية، ثم اصبحت تصدر بالعربية فقط، في القاهرة. اقدم مدينة في التاريخ هي اريحا حيث تعتبر من اقدم المدن في التاريخ ويقدر عدد سكانها عام 7800 قبل الميلاد بـ 3000 نسمة.

اكبر برج في موسكو
اكبر برج في موسكو هو برح ادستانكيسو يبلغ ارتفاعه 533 متراً يتحمل الرياح التي تهب عليه بسرعة 180كم. يوجد فيه في الطابق الاخير مطعم يتسع لـ 250 شخصاً.

الجمعة، 18 فبراير 2011

علمتنى الحياة



علمتنى الحياة: أن الابتسامة قد تخدع الناس ، لكن أخشى أن تخدعنى أيضاً .

علمتنى الحياة: أن الأمس قد مات و الغد لم يولد ، فلما أضيّع اليوم فى البكاء عليهما ؟

علمتنى الحياة: أن أعطى وجهى للشمس ، حتى يصبح الظل خلفى .

علمتنى الحياة: أن زهرة واحدة لا يمنكها أن تصنع الربيع ، وكذلك قلباً واحداً لا يمكنه أن يصنع الحب .

علمتنى الحياة: أن الأحلام هى أوهام ، لكنها دافع للمحاولة .

علمتنى الحياة: أنه ليس من المُحرج أبداً أن يعلمنى من هو أصغر منى ، الحًرج كله هو أن أظل جاهلاً بشئ و أرفض تعلمه

علمتنى الحياة: أن الانسان بلا عقل ، كالمصباح بلا ضوء

علمتنى الحياة: أن الشروق يأتى مرة واحدة فى اليوم ،فلا يجب أن أفّوته وأنا نائم .

علمتنى الحياة: أن الأرض لا تمتص قطرات الدموع من أعين المظلومين ، والسماء لا ترد دعائهم ، لذا يجب أن أتحرى العدل و لو كان قاسياً.

علمتنى الحياة: أن الانسان بلا قلب ، كالزهر بلا عطر.


علمتني الحياة : ان هناك الكثيرون ممن يحصلون على النصيحة ، ولكن القلة فقط من يستفيدون منها.

علمتني الحياة : ان الانسان لا ينتهي عندما يخسر، ولكنه ينتهي عندما ينسحب.

علمتني الحياة : أنه لو تعددت الاشباه لما كانت هناك حياة، فجمال الحياة فى اختلافاتها ،فسبحان الذى يغير ولا يتغير.

علمتني الحياة : أن الانسان لا يعرف معنى السعادة اذا لم يحزن، ولا يتذوق حلاوة النجاح اذا لم يفشل، ولا يقدر المال وقيمته اذا لم يتعثر ويمر بأزمات.

ــ أحمد

الأحد، 13 فبراير 2011

من دفتر مقالات كاتب حكومى



غريب جداً أمر الصحف القومية فى بلادنا العربية ، تحولت جميعها الى صحف حكومية بحتة ، فرغم أنها قومية أى يجب أن تتحدث بلسان كل طوائف الشعب بمختلف ألوانهم ودياناتهم و عرقياتهم ، ستجد أنها قد تحولت لتتحدث باسم النظام الحاكم فقط ، وبلسان الحزب الأوحد الذى يسيطر على الدولة وكأنه يحتلها ! .. هذا مثالاً لنموذج تكرارى لمقالات رؤساء تحرير وصحفيو الجرائد الحكومية فى أى دولة عربية :

تحيا الدولة ونظامها وحاكمها ، وتحيا الحكومة التى فى خاطرى وفى دمة ، الحكومة التى بدونها لافتقدنا استصلاح الصحارى ،وإنشاء المصانع و الشركات ،والتى بدونها لازدادت معدلات البطالة والفساد والجريمة ، الحكومة التى ... ،والتى ... ، والتى .... (إلى آخره من المدح والتمجيد) .

دعك من كل هذا المدح ألان ،فربما ذكرته لك فى مقالات سابقة ومن المؤكد أننى سأذكره لك فى مقالات لاحقة . ودعنا ندخل فى صميم موضوعنا اليوم .

أعزائى القراء ، لعلكم سمعتم أو ربما ستسمعون أن أحوال الاقتصاد لم تعد كسابق عهدها ،وذلك نظراً للمتغيرات الاقتصادية العالمية والمناخية أيضاً ،إضافة الى الأزمة المعوية وغيرها من الأزمات،ولهذا أرجوك وأتوسل اليك أن تفتح لى صدرك وتتقبل كلامى عندما أخبرك بأن الضريبة العقارية لم تعد كافية لسد تكاليف الرفاهية التى تحياها ألان ، مما قد يضطر الحكومة الى فرض ضريبة على الماء الذى تشربه وعلى الهواء الذى تتنفسه ، ومراعاة لمشاعرك وظروفك أود أن أخبرك بأن الحكومة الطيبة الحنونة قد أجلت فكرة ضريبة الشمس للعام القادم ،وذلك لعدم امكانية تقدير تلك الضريبة فى الايام الغائمة ذات السحب الكثيفة ،علما بأن هناك دراسات علمية وبحثية تجرى لمعرفة كيفية التخلص من تلك السحب ، حتى تشرق الشمس طوال العام ،وبمناسبة السحب : عندى لك خبر سعيد و هو أن بعد 17 عام من ألان سوف نكون قد توصلنا الى وسيلة للتخلص من السحابة السوداء .

وهناك خبر سعيد آخر : لقد قامت لقد قامت الاجهزة المعنية بزيادة مساحات الارصفة الموجودة امام المنشأت والمصالح الحكومية ،وقد تم هدم السلالم الموجودة امام النقابات و ذلك لبناء سلالم أخرى جديدة ذات طاقة استيعابية كبيرة ، وذلك مشاركةً من الحكومة للتنفيس عن الكب لدى المواطنين ،كى يمكنوا من التظاهر و الاعتصام كما يشاءون . وهناك خطط مستقبلية لانشاء طرق موازية لطرق سير السيارات كى يسير المتظاهرين عليها خلال مسيراتهم ، منعا لتعطيل الطرق وبذلك نكون قد سبقنا كل دول العالم فى هذا المجال !

و أود أن انتقد أولئك الخبثاء الذين ينتقدون الحكومة وينشرون حولها الاكاذيب والادعاءات بدون وجه حق أو بوجه حق ! ، فالذين ينتقدون علاج المسئولين وزوجاتهم وأبنائهم على نفقة الدولة ليس لديهم أدنى قدر من المشاعر الانسانية، فهم مواطنون مثلهم مثلنا ، بل انهم أقل منا ، فهم يذهبون للعلاج فى بلاد بره حيث يتحدث الناس هناك بلغة اجنبية غير مفهومة ،كما أن هناك لا يوجد واسطة أو محسوبية عند الكشف أو صرف العلاج ،بينما هنا يوجد كل شئ ، هنا يمكنك أن تعود لمنزلك حيث الاهل والجيران و تعود فى اليوم التالى كى تكمل الكشف والعلاج ،أما المسئولين الغلابة عندما يسافرون للعلاج بالخارج فانهم قد يضطروا الى الاقامة فى فنادق 5 نجوم أو 4 نجوم .. بل وأحيانا 3 نجوم فقط !

ودعنى أوضح لك نقاطاً اخرى عن المسئولين الغلابة الطيبين ربما تجهلها عنهم ،أو ربما قام أحد الخبثاء بالتعتيم عليها كى لا يظهر لك الا الجانب الاسود والقاتم عن المسئولين ، لكن بفضل الله ثم بفضل الحكومة أن هنا من أجلك أنت، كى أوضح لك الحقيقة الكاملة و أكشف لك الزيف والتضليل الذى يرهقك به أولئك الخبثاء فى صحفهم .الذين يدعون أن صحفهم منتشرة التوزيع ويقرأها عدد كبير من الناس، وأخبارهام كثيرة و وفيرة ، وهذا زيف وكلام خاطئ ،وخير دليل على ذلك هو أن عدد ورقها قليل لا يكفى الا لتناول وجبة واحدة عليه ،بينما تتميز صحفنا بعدد الأوراق الكثير الذى يكفى لفرشه لتناول الوجبات الثلاث عليه ، بل ويفيض منه !

دعنا نعود الى توضيح الحقيقة : إن المسئولين يركبون سيارات ذات زجاج معتم وستائر سوداء تحرمهم من نور الشمس المشرقة وبهجة النهار المضيئة ،بينما انت فتركب سيارات واتوبيسات وقطارات ذات نوافذ بزجاج شفاف ،وأحيانا لن تجد الزجاج أو النوافذ من الاساس ،وذلك حرصاً على تلطيف الجو داخل وسيلة المواصلات وإدخال الهواء المنعش

المسئولين يسيرون فى شوارع خالية (أو بمعنى أدق: بعد أن يتم اخلائها) ،مما يفقدهم التواصل الانسانى والبشرى مع الناس ،وينقص من شعورهم بالجو المجتمعى، أما أنت فتعيش فى قلب الزحام و تنعم بالتواصل . المسئولين يجلسون لفترات طويلة فى مكاتبهم لانجاز أعمالهم مما يسبب لهم ألالام العظام والاوجاع ،بينما أنت فتجلس لفترات قصيرة (اذا كنت تجلس من الاساس) مما يكسبك النشاط والحركة و يبعد عنك تلك الامراض !

المسئولين هم أعضاء فى العديد من اللجان الفرعية واللجان الثانوية واللجان المنبثقة واللجان الجماعية واللجان الفردية واللجان المرورية وكل أنواع اللجان الاخرى ، وكذلك لهم عضويات شرفية فى العديد من الاندية والجمعيات والتجمعات والاحزاب والشركات والمؤسسات ، و.... ، و .... ،و .... وهذا كله يضيع الكثير من أوقاتهم بين هنا وهناك مما يفقدهم الشعور بالجو الاسرى، بينما أنت فتنعم بالجو الاسرى الدافئ ،ولا تحمل أياً من تلك الهموم ! ــ هل تعلم أن المسئولين عندما يتم اقالتهم من مناصبهم لا يمكنهم التظاهر او الاعتصام للمطالبة بحقوقهم،بينما انت يمكنك ان تفعل كل ذلك ، حيث يمكنك التظاهر والاعتصام والاضراب عن الطعام ( بل ربما تكون واقف فى مظاهرة ألان وانت تقرأ هذه الكلمات) وهذا خير دليل على المناخ الديموقراطى الذى لم يحرمك من شئ !

فى النهاية: أود أن أذكّرك بألا تسمع للخبثاء الذين يشوهون صورة بلدك وحكومتك ،واذا أردت معرفة الحقيقة فلا تقرأ غير صحفنا ،ويمكنك مراسلتنا للاستفسار عن أى شئ ،لأنها يحررها صحفيين معتمدين رسميا من الدولة ،وعلى رأى المثل: ( إسأل .. إستشير !)..و ليس للحديث بقية !

بقلم / أحمد مصطفى الغــر .. كاتب غير حكومى

الخميس، 27 يناير 2011

مشاهد من الحياة ــ الجزء السادس

فى الحياة ... قصص و حكايات كثيرة .. أنتم أبطالها .. تمثلون مشاهدها ببراعة فائقة فى سيناريو محكم الاعداد .. تتبادلون الادوار و الاماكن فى أزمنة متتالية و متعاقبة دون توقف .. و أنا معكم و بينكم أعيشها و أرصدها مثلكم .. وأكتبها أحيانا .. فتقبولها منى فى أسلوبى الادبى المتواضع على أجزاء متسلسلة تحت عنوان : مشاهد من الحياة

المشهد السادس : وضــاع حلمك يا ولدى !

المتابع لحال القنوات الفضائية و الاذاعات منذ فترة ، سيجد أن شيئا من أهم ما يميزها هى تلك المسابقات ذات الأسئلة التافهة و الجوائز المادية الكبيرة والمغرية ، فكل ما يجب عليك فعله فقط هو الاتصال برقم الهاتف الذى يظهر أمامك على الشاشة و تجيب على السؤال ذو الاختيارات الثلاثة ، و اذا دققت قليلا فى الاختيارات ستجد أنهم قد اختاروا لك الاختيار الصحيح ايضا حتى لا تتعب نفسك فى البحث عن الاجابة ، بل انه ــ ربما ــ فى بعض الاحيان ستجد السؤال ذو اختيار واحد فقط فى الاجابة !!

تجد نفسك تدخل فى حالة شعورية فريدة ، وتبدأ تحلم بالاشياء التى ستفعلها بالاموال الطائلة التى ستفوز بها ، وبالاماكن التى ستذهب اليها بالسيارة التى ستحصل عليها ،هذا كله بمجرد اجابتك على سؤال من نوعية : كم عدد أصابع قدم الانسان ؟ ، أو ماهى عاصمة جمهورية مصر العربية ؟ ، أما مسابقات الالغاز البوليسية مثل تلك التى يأتى فيها المفتش المشهور ذو البلطو الأصفر فهى لا تقل تفاهة و سطحية بل وسذاجة أيضا عن غيرها من المسابقات ، فما هى الصعوبة التى تستدعى التفكير (مجرد التفكير) عن شخصية السارق اذا كان يظهر ــ اثناء استجوابه ــ حاملا للشئ المسروق فى يديه ، أو واضعاً إياه

المهم ان سعر الدقيقة جنيه ونصف ، وسعر الرسالة يشابه ذلك تقريبا وفى بعض الاحيان يصل الى خمسة جنيهات ، وسواء كانت المسابقة لغزاً أو سؤالاً فنيا أو علميا أو دينيا ستجد أنه من الواجب عليك أن تتصل أكثر من مرة كى تزيد من فرص فوزك فى المسابقة ، و فى بعض المسابقات يخبرك المعلق على الاعلان بأنك ستفوز بدون أى سحب ، مما يعنى أن كل المتصلين سيفوزوا ، لكن تتأتى فى النهاية .. وبعد خصم المبلغ المعلوم والمعتبر من رصيدك تجد أنك لم تكسب شيئا ، و ضاع عليك كل الوقت الذى قضيته تستمع الى موسيقى و أغانى تافهة .. مثلما ضاع حلمك فى الثراء الفاحش الذى كنت تنتظره من كل أعماقك .. ولا تجد سوى أن تقول : هذا ما جناه علىّ التلفزيون .. وما جنيت على أحد

مشاهد من الحياة (الجزء السادس) ــ عاشها معكم : أحمد مصطفى الغـر

السبت، 22 يناير 2011

مراتب الناس في الصلاة

النــــاس في الصلاة على خمس مراتب :
1 ـ مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها .
2ـ من يحافظ على مواقيتها و حدودها وأركانها الظاهرة وضوءها لكنه قد ضيّع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار .
3ـ من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد .
4 ـ من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع منها شيء بل همّه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي واكمالها وإتمامها وقد استغرق قلبه شأن الصلاة
وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها .
5 ـ من إذا قام إلى الصلاة قام كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعهُ بين يدي ربه ناظراً بقلبه إليه مراقباً له ممتلئاً من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بينه وبين السماء والأرض وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به.

ـــ مما قرأت