![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjdKWYmBun3puNr3zv-cwEuOyGuU2NP6rnAl2IwWtBieGVCRl8oZaT-6LPVIUeeAK_oZbKMi3o5mQfzRIeor9TOFB0ABhDK7nDmEN8lQrgvuEWWvjaJMPZbTI0OXH5KO6UBWNSmkvoMP4tY/s320/hpl%255D+lw%2527tn+hgyv.jpg)
ربما كونها الوريث الشرعى للاتحاد السوفيتى ، و ربما البحث عن زعامة ضاعت مع الزمن منذ الحرب الباردة ، ومحتمل أن يكون الخوف من تقويض مكانتها فى المنطقة أو غلق منفذ من منافذ بيع السلاح الروسى من خلال القضاء على المشترى "وهو النظام السورى" ، كثيرة هى الأسباب إذن سواء ظاهرة أو باطنة هى التى تدفع روسيا إلى أخذ موقف المؤيد للنظام السورى الحاكم ، حتى ولو كان ذلك ضد إرادة الشعب السورى نفسه .
لقد ملَّ الدب الروسى من تقوقعه بعيداً عن أحداث العالم وتغييراته لسنوات طويلة ، فقط مشاركة غير واضحة وغير مؤثرة تتلخص فى تصريحات المسؤلين الروس أو إستخدام الفيتو الذى أحيانا لا يؤثر عندما ترغب القوى الغربية فى تنفيذ ما تريده بأى ثمن ، فلاديمير بوتين أو "قيصر روسيا" كما تصفه دائما وسائل الاعلام الاوربية راغب فى أن يعود الدب الروسى إلى المياه الدافئة ، فهو يمد شراكته مع الدول التى انفصلت عن الاتحاد السوفيتى فى القدم ، ويبحث عن مراكز جديدة للصداقة و التعاون فى مناطق مختلفة حول العالم ، لكن ربما يأتى الربيع العربى بما لا يشتهي بوتين ، فالقاعدة البحرية الروسية فى ميناء طرطوس السورى باتت مهددة بالتفكيك و العودة الى الديار بمجرد سقوط نظام الأسد ، لقد بات عمرها من عمر النظام الحاكم فى سوريا ، وحيث أن النظام سيسقط ـ عاجلاً أو آجلاً ـ فإن المسألة قد باتت مسألة وقت و ليس أكثر.
بالتأكيد الأمر بالنسبة لروسيا ليس مجرد القاعدة البحرية الوحيدة خارج أراضيها .. تلك التى فى طرطوس ، وانما هو أكبر من ذلك بكثير حيث يتعلق الأمر بحليف استراتيجى فى المنطقة مهدد بالسقوط ، وعلى الحليف العظيم "أى روسيا" أن تبدى صداقتها الحقة من خلال إنقاذه ، بل أكثر من ذلك .. فروسيا تحلم بعودة مجد الاتحاد السوفيتى فى عالم باتت تهيمن عليه الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربى ، هى إذن رغبة دفينة فى طيات النفس الروسية تبحث بها عن ذاتها الضائعة ، فالتصريح الذى نقلته وكالة الاعلام الروسية عن قائد البحرية هناك يدل على ذلك حيث قال أن بلاده تدرس إقامة قواعد بحرية لها فى الخارج وأنها تنظر إلى كوبا وفيتنام وجزر سيشل كمواقع محتملة .
16 شهرا من العنف والترويع و القصف ليست كافية لإقناع المسؤلين الروس بأن النظام السورى يقتل شعبه ، ثلاث مرات تستخدم فيها روسيا حق النقض "الفيتو" ضد مشروعات قرارات من شأنه زيادة الضغوط على نظام بشار الأسد ، بل ان تصريحات المسؤلين الروس تحمل دائما دفاعاً عن الأسد ونظامه ، غريب حقاً أن يصرح وزير الخارجية الروسى "سيرجى لافروف" بأن (الدعم الدولي للمعارضة السورية سيقود لمزيد من الدماء) بينما لم يتحدث عن الدعم الروسى للنظام الحاكم ! ، فهل ـ من وجهة نظره ـ دعم نظام بشار يؤدى إلى الاستقرار والهدوء ومنع إراقة الدماء ؟!
ــ بقلم: أحمد مصطفى الغـر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق