الأحد، 10 يونيو 2012

الرئيس .. يدلى بصوته !




أحياناً ما يكون البحث فى قصاصات الماضى جميلاً و أمراً محبباً إلى النفس ، إذ تجد ورقة أو
كلمة أو صورة تذكرك بذكريات جميلة عشتها فى الماضى ، تعود بمخيلتك ولو لقليل من
الوقت الى الماضى ، لعلك تهرب من واقعك الذى تحياه ، المشكلة هى عندما تجد ما يضحك
من باب " شر البلية ما يضحك " ، فى العدد الثانى والستين " نوفمبر
2010 م " من المجلة الشهرية "شباب البترول" كانت صفحة الغلاف تتلخص
فى صورة للرئيس المخلوع حسنى مبارك و يدلى بصوته فى صندوق الانتخابات فى آخر
انتخابات برلمانية يشهدها عهده ، وآخر انتخابات مزورة تشهدها مصر ، بعدها بأسابيع
تهكم الرئيس على من قاموا بعمل ما يعرف بالبرلمان الموازى بعد ان حصد الحزب الوطنى
المنحل فى تلك الانتخابات على الأغلبية "الساحقة" لدرجة أنه قام بتزوير
نتيجة الاعادة فى بعض الدوائر فى محاولة للابقاء على بعض مرشحى المعارضة
والمستقلين فى المجلس كنوع من التزيين الديموقراطى للمجلس ، وهى سابقة لم ولن
تجدها فى أى دولة و ربما على مر التاريخ أن تجد حزباً يزور لصالح خصومه .. لكن
الحزب الوطنى المنحل إستطاع أن يفعل ذلك ، وفى الثلث السفلى من الصحفة : وثيقة حب
وتأييد للحزب الوطنى ، وتهنئة لوزير البترول المحبوس حاليا / سامح فهمى .. كونه
أصبح نائباً برلمانيا عن أهالى مدينة نصر ومصر الجديدة .

أحياناأشعر بالأسف على حال الكثير من الصحفيين الذين عملوا فى تلك الفترة الماضية فى ظل
النظام البائد ، فبعضهم كان مجبراً على كتابة كلمات يملؤها النفاق و الزيف .. فقط
من أجل تلميع وزير أو مسئول ، و بعضهم كان يفعل ذلك عن قناعة و إيمان داخلى بما
يكتبه ، لكن فى كلا الحالتين أصبحت لا أتقبل ما يكتبونه ألان مهما كانت كلماتهم
الحالية ثورية أو تؤيد الشعب بعيداً عن الأنظمة أياً كانت الأنظمة ، ربما لو
إستمروا فى تأييدهم لرجال النظام البائد لصدفتهم ، إذ أنهم بذلك يثبتوا أنهم
يكونوا يضللون القراء فى الماضى ، لكن كيف ؟! ، فكما تنص المقولة المصرية "
لكل وقت آذانه " ، فباتت نظرية " الحرباء " هى الدارجة بين أهل
الاعلام و الصحافة ، فمن يحكم .. هو من يملك ولائهم !

داخل صفحات العدد ستجد " واحد من الناس " ، هكذا وصفت المجلة وزيرها ..
الانسان المهندس البطل ، عاشق السويس (دائرته سابقا عن الشورى) و عاشق مصر الجديدة
(دائرته الأحيرة عن الشعب) ، انه المكافح الوزير النائب / سامح فهمى ، صفحات عديدة
متتالية لا تجدها فيها سوى ما يحمل الولاء للرجل ، و التقدير لانجازاته ، والنفاق
لخدماته و لأفعاله ، لقد سمعت ذات مرة رجلاً بسيطاً قبل الثورة يتحدث عن المفارقات
الغريبة فى رواتب العاملين بقطاعات الدولة المختلفة ، لماذا يتقاضى بنى وزارة البترول
رواتب تعتبر خيالية مقارنة بالعاملين بقطاعات أخرى بالدولة ؟! ، لماذا يتم تسخير
جزء ليس بالقليل ليتم ضخه فى قطاعات الأندية الرياضية التى تمولها وزارة البترول
وشركاتها فى الوقت الذى يبحث فيه البسطاء عن رغيف الخبز ؟! ، مازلت أتذكر جيداً
تساؤل الرجل عندما قال " هما بيطلعوا البترول من أرض أبوهم ! " ـــ
بالفعل لا ، بل أرض آباءنا و أجدادنا جميعاً ، وهو ما يعنى أن كل ما تحتويه الأرض
من موارد طبيعية وبغض النظر عن كينونتها هى ملك بالأساس للشعب بأكمله ، وتسخير تلك
الموارد لتمويل إحتياجات الشعب قبل أى شئ ، وان كان هناك ما يفيض فلنبحث عن مستورد
.. على ألا تكون إسرائيل ـ عدونا الأول ـ من بين المستوردين .


المؤسسات الصحفية و المواقع الرسمية لم تقم بمحو أرشيفها فى الماضى ، وهو ما يبقيها مكاناً
مناسباً وسهلاً للبحث عن ماضى كثيرين يتلونون ألان ، و يتقمصون بطولات ليست من
حقهم ، فى وقت إستباح فيه النظام أموال دافعى الضرائب المصريين و خيرات البلد
لتمويل مؤسسات توزع الضبابية وتنشر الزيف و التضليل على الناس تحت مسمى "
الصحافة و الاعلام " ، لقد حان الوقت كى يتم تطهير الاعلام الرسمى بشكل عام و
الصحافة بشكل خاص ، وعلى كل صاح كلمة أن يقولها صادقة أو ليصمت .

بقلم / أحمد مصطفى الغـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق