الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

يوم عادى .. مرَّ بهدوء!


قديما وقبل ظهور الفيس بوك و شبكات التواصل الاجتماعى عموما ، كنا نتذكر أيام ميلادنا و كذا الأصدقاء والأهل والجيران ، لم يكن هناك ما ينبهنا اليها ..وان نسيناها فإن صاحب المناسبة يذكرنا بها بكل حب و ودّ ، كنت إلى عهد قريب أتذكر أيام ميلاد بعض الأصدقاء .. و ربما مازالت ، لكن "فيس بوك" وفر جهد وعناء البحث فى الذاكرة عن تاريخ ميلاد هذا الصديق أو ذاك ، مع مرور الوقت صار ما كنا نسميه "عيد" يوما عاديا ، ربما كبرنا على الاحتفال به و ربما صارت تشغلنا الحياة اكثر و لم تعد تمنحنا الوقت الكافى حتى لتذكر أحداث هامة فى حياتنا الشخصية ، وبكل قسوة تنسينا ما كنا ـ ومالزلنا ـ نعتبرها أشياء جميلة . الأربعاء الماضى أنهيت عاما أخر من عمرى ، مرت الأيام سريعا فتفاجأت بأن عاماً قد مضى و أن عاما جديدا فى العمر قد بدأ ، وفى دوامة الانشغالات اليومية و الأعمال الروتينية تناسيت هذا اليوم الفارق بين عامين فى حياتى ، صغيرا كان الأهل يختفلون بهذا اليوم ، وربما لأننى عندما كبرت كنت اعارض أن يكون هناك احتفالا لأننى ـ ومازلت ـ أعتبره يوما عاديا وليس عيدا كما يحب كثيرين أن يصفوه ، أرى أنه من الأفضل أن نجعل ايام ميلادنا أياما للتوقف لحظة مع النفس لمراجعة ما مضى و الاستعداد لما تبقى ، فلنجعله يوماً يقل فيه الهرج والمرج ويكثر فيه الهدوء و الراحة ، يمكننا ان نفرح ونسعد دون بهرجة زائدة عن الحد كما يفعل كثيرون ، يمكننا ان نتبادل الامنيات ودعوات الخير والتوفيق دون هدايا مكلفة ، فرُب دعوة بالخير أثمن من ساعة مرصعة بالماس ! بدون سابق إنذار أنهيت رواية بداتها قبل عام ، لأبدأ أخرى ببداية جديدة ، لكن تبقى نفس الشخصيات والاماكن .. وربما تتغير قليلاً ، هى رواية جديدة إذن ولعل هذه الخاطرة تكون جزء من سطورها ، وتبقى نهاية الرواية مفتوحة الى أن يأتى نفس اليوم من العام القادم .. فإما أن تكتمل لأبدأ أخرى ، أو تظل النهاية مفتوحة الى الأبد ،فى يوم ميلادى هذا العام تلقيت ثلاث تهنئات من أصدقاء قدامى ، ربما لأننى اخفى امكانية ظهور تاريخ مولدى على مواقع التواصل الاجتماعى ، لكنى تمنيت لنفسى السعادة.. و رجوت الله لنفسى الخير و الهناء ، وأن يجعل الله خير أيامى فى طاعته و أسعد اوقاتى فيما يسعدنى ويسعد الناس ، ليمر يوم عادى بإمتياز .. حتى أنه لم يشبه أقرانه من فى أيام الصبا أو الطفولة ، لكن بقىت المناسبة هى القاسم المشترك الوحيد بينهم. يقول الأمير خالد الفيصل فى احدى قصائده: يمرّني كل عامٍ يوم ميلادي/ يومٍ أعرْفه ويوم انسَى مواعيده/ يمرّني وانتبه للغايب البادي/ واهوجس بْحال غيري من مواليده/ أرتاع وارتاح له يفرق وهو عادي/ينقص من العمْر عامٍ في ضحَى عيده/ أناغم الحرف ذا باكي وذا شادي/ وارسل مع كل دمعة وجد تغريده. ... :: أحمد

الخميس، 22 نوفمبر 2012

إكتئاب الحيوان و قتل الانسان


بينما يقتل العشرات من الفلسطينين من سكان قطاع غزة المحاصر سواء نتيجة القصف المباشر أو تحت انقاض المنازل ، وبينما تستقبل المستشفيات يوميا دفعات جديدة من الجرحى مع إختلاف أعمارهم و حالاتهم ، نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست " الاسرائيلية مقالاً لأحدى الصحفيات العاملات بها تتحدث فيه عن حالات هلع وخوف وإكتئاب أصابت الحيوانات الاليفة التى يقتنيها سكان جنوب دولة الكيان الصهيونى ، فأصوات التفجيرات نتيجة سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية و أصوات صافرات الانذار التى تدوى من حين لأخر تسبب قلقاً و خوفاً لتلك الحيوانات ، وطبعاً أصحابها على حد السواء ، فهما مشتركان فى نفس الشعور بالخوف والقلق ، لكن ثمة فرق بينهما أن الاولى أليفة و الثانية متوحشة !
بحسب "شارون يودسين" الصحفية التى كتبت عن هذا الموضوع على حسابها على تويتر ، فالحيوانات مصدومة ! ، و قد قرأت مقالا بالانجليزية لها أيضا تحدثت فيه عن أن مئات من التعليقات المعادية على الشبكات الاجتماعية قد وصلت إليها تسخر وتنتقد ما كتبته ، و انا شخصيا لا أعرف اذا كان الأمر قد يحتاج الى مزيد من السخرية والانتقد لما كتبت عنه هذه الصحفية أم لا ، خاصة وأن البعض يعتبر تغطيتها للأمر يعد ـ من الناحية الصحفية ـ أمر جيد ، أن تقوم بتغطية الحرب بصورة مختلفة ، لكن المشكلة هنا أنه لا قيمة للحديث عن الحيوانات التى تصاب بالاكتئاب فى ظل بشر يموتون بأطنان المتفجرات التى يقذفها الطيران الاسرائيلى يوميا على قطاع غزة ، الصحفية دعت أصحاب الحيوانات إلى توفير الماء والغذاء لحيواناتهم مع وضعهم فى أماكن آمنة حفاظا على حياتهم من التهديد و من صوت صافرات الانذار ، لكنها نست أو ربما تناست أن تطلب من القادة الصهاينة عدم قصف الاطفال الابرياء أو حتى السماح لمنظمات الاغاثة الاسلامية والعربية أن تتمكن من إدخال الماء والغذاء و المعونات الطبية والدوائية للمرضى و المصابين من أهالى القطاع .
باسم حقوق الانسان تتدخل الدول الكبرى فى شئون غيرها ، وتنأى بنفسها أحيانا وتغض الطرف عن جرائم كثيرة تحدث فى دول ومناطق أخرى ، فمثلا إذا شككت فى محرقة النازى لليهود فأنت متهم بإنكار المحرقة وهذه تهمة تكفى لسجنك وسلبك حريتك و تغريمك و أحيانا إنتقاص بعض حقوقك مستقبلاً من إبداء رأيك فى أى صحيفة أو إذاعة أو قناة فضائية ، فى حين أنه إذا كانت تحدث مجازر بحق فئة من البشر كتلك التى كانت ومازالت مستمرة فى "بورما" ضد مسلمى الروهينجا فلن يلتفت إليك أحد ، فهذا شأن داخلى ! ، لو تحدثت عن مجازر وحصار و قتل وتشريد و تجريد الفلسطينين من منازلهم و تجريف أراضيهم .. يكون الرد: هذا شأن خاص بصراع تاريخى و أن ما تفعله اسرائيل أمر داخلى يتعلق بأمنها القومى ، ذاك الأمن الذى يتعهد كل رئيس أمريكى أو حتى مرشح رئاسى بالحفاظ عليه ، و باسم حقوق الحيوان أيضا تتدخل الدول والمنظمات فى كثير من الشئون المتعلقة بالمجتمعات ، فذبح الأضاحى فى نظر بعض المنظمات جريمة يتم إرتكابها بحق الحيوانات ، يعتبرون ذلك وحشية من المسلمين ، لكنهم يغضون الطرف عن الطريقة التى يقتل بها مصارعى الثيران ثيرانهم بإدخال "سيخ حديدى" فى رأس الثور ، أو حتى الطريقة المتبعة لقتل الدجاج فى بعض مطاعم الدول الغربية من خلال صعقها كهربياً ، بالرغم من أن العلم أثبت لاحقاً ومتأخراً جدا أن طريقة الذبح التى يتبعها المسلمون هى الأفضل طبياً وصحياً. أخيرا .. يا من تحبون الحيوانات أكثر من بنى البشر ، وتبحثون عن حقوق الحيوان قبل البحث عن حقوق الانسان ، إليكم كلمات محمود درويش فى قصيدته "عن الصمود" يقول فيها : إنا نحب الورد / لكنا نحب القمح أكثرْ / ونحب عطر الورد / لكن السنابل منه أطهرْ . ــــــــ بقلم/ أحمد مصطفى الغـر

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

تتر ليالى الحلمية - سيد حجاب


ومنين بييجى الشجن … من إختلاف الزمن ومنين بييجى الهوى … من إئتلاف الهوى ومنين بييجى السواد … من الدموع والعناد ومنين بييجى الرضا … من الإيمان بالقضا من إنكسار الروح فى دوح الوطن … ييجى إحتضار الشوق فى سجن البدن من إختمار الحلم ييجى النهار … يعود غريب الدار لأهل و سكن ليه يا زمان مسبتناش أبرياء … وواخدنا ليه فى طريق ممنوش رجوع أقسى همومنا يفجر السخرية … وأصفى ضحكة تتوه فى بحر الدموع ولفين ياخدنا الأنين … لليالى ملهاش عينين ولفين ياخدنا الحنين … لواحة الحيرانين متسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا … و لا تنتهيش ده إحنا يادوب إبتدينا واللى له أول بكرة ح يبانله آخر … وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا