الجمعة، 28 سبتمبر 2012

هل يخرج عن النص مرة أخرى ؟!


إفتتاحية "نيوز داى" فى أحد أعدادها فى شهر مايوم من العام 2004 ، جاءت الافتتاحية بعنوان : " الأخضر الابراهيمى .. دبلوماسى خرج عن النص " ، حينها كان الابراهيمى مبعوثا خاصا للامم المتحدة فى العراق ، وصفته حينها الادارة الامريكية بــ "الشخص المناسب للقيام بالمهمة المطلوبة " ، حيث وضع بوش كل ثقته فى ذلك السياسى الجزائرى المحنك . لكن الابراهيمى وقتها خرج عن النص .. عندما هاجم العمليات التى كانت تقوم بها القوات الامريكية ضد عناصر المقاومة ، لم يتوقف الامر على ذلك إلا انه هاجم وقتها خطة شارون الاحادية بفك الارتباط عن الفلسطينين وهاجم و هاجم امريكا مرة اخرى عندما هاجم دعمها غير العادل لاسرائيل ، أما ألان و حيث أن الرجل الذى خرج على الناس يتقلد منصباً جديداً فى مهمة يصفها البعض بالمستحيلة و أخرون بانها "مهمة بلا جدوى" ، يقوم الابراهيمى بدور المبعوث الاممى عن الامم المتحدة ،والعربى عن الجامعة العربية ، لحل الازمة السورية حلاً عادلا ودبلوماسياص يوقف حمام الدم المستمر وعمليات القتل التى لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور. مهمة الابراهيمى فى سوريا تتفاقم يوما بعد آخر ، وتزداد صعوبتها مع كونه لا يحمل خطة عمل واضحة يسير عليها ، لقاءات الابراهيمى المتعددة مع رموز النظام او المعارضة فى سوريا أو حتى مع زعماء و وزراء خارجية دول المنطقة لا تجدى نفعاً حتى ألان لحل الأزمة ، يراها البعض ــ و أنا منهم على الأقل حتى ألان ــ أنها فرصة للنظام لمزيد من القتل والقمع و انتهاك حقوق الانسان و هدم المزيد من البنيان ، الامم المتحدة والدول العربية و الابراهيمى نفسه ينتظرون جميعاً حل لن يأتى فى المستقبل القريب ، وربما لن يأتى أبداً ، فمشاهد القتل والهدم و فرار اللاجئين قد باتت مشاهد مألوفة وهو ما يجعل الحل الدبلوماسى أمراً محالاً، روسيا ـ كحليف لنظام الأسد ـ ترى أنه من السابق لأوانه تقييم مهمة الابراهيمى ، لكن متى يحين الوقت لتقييم مهمته خصوصا مع استمرار هدر الدماء السورية دون توقف ؟! ألان .. نحتاج من هذا الدبلوماسى المحنك أن يخرج عن النص مرة اخرى ، ليمارس الدبلوماسية المدعومة بروح العدل والحق والوقوف الى جانب الانسانية أكثر من الوقوف على خط المنتصف أو ما يسمى بالحياد ، فليعمل الابراهيمى على اساس ان ثمة شعب يريد ان يتحرر أكثر من كون الامر نزاعاً اهلياً أو انشقاق مسلح او كما يصف النظام ذاك الوضع بأنه حرب على الجماعات الارهابية المتطرفة ، الوضع لم يعد يحتمل مزيد من إضاعة الوقت ، و قد تكون هذه هى الفرصة الدبلوماسية الأخيرة امام نظام الأسد قد يترك سوريا للسوريين ، مثلما فعل جيرانه من انظمة مبارك وبن على و القذافى و على صالح ، هى فرصة أخيرة للأسد يجب إستغلالها قبل فوات الأوان ، ومهمة أخيرة للابراهيمى نتمنى ألا تنتهى كنهاية مهمة كوفى انان ! بقلم/ أحمد مصطفى الغـر

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

عداء .. مع الحائط أم مع الرسم ؟!

بينما كانت فى الماضى تعج الحوائط أينما ذهبت فى مصر بملصقات انتخابية قديمة و إعلانات لمحلات وشركات تجارية ، وحتى اعلانات لمدرسى الدروس الخصوصية .. جاءت ثورة يناير لتحمل لتلك الحوائط المفعمة بالتشوية فناً يعيد لها بريقها بطريقة تذكر من يراها بمثيلتها من الحوائط فى بعض المناطق من المدن الاوربية ، فتش فى صورك القديمة او صور أيا من أصدقائك فى بلاد الغربة لتتأكد أن ثمة صورة قد تم إلتقاطها بجوار حائط يحمل عبارات و رسومات جرافييتى ! مبدئياً ، أنا ضد وجود روسومات الجرافيتى على كل حائط وفى كل مكان ، والا لصار ذلك تشويهاً وتخريباً و ليس فناَ و إبداعاً ، كما اننى ضد بعض العبارات التى يكتبها البعض والتى تمس أديان وتسخر بشكل مهين من بعض الشخصيات ، وهذا لا يتعارض قبولى للنقد الفنى والرسومى البناء كما فى رسوم الكاريكاتير ، وان كنت عموما أحبذ جداريات الجرافيتى التى تجسد لأحداث عظيمة و تبقيها للذكرى كأيقونة رسمتها عفوية الموقف والحدث كى تبقى مع التاريخ تذكر بالحدث وبأصحابه ، مشكلة الجرافيتى الحقيقية هى أن من يريد التخلص منه يقوم برشه بدهان أسود داكن اللون ، وهو ما يشوه المكان بأكمله وليس الحائط فقط ، كما انه لا يخفى الرسم تماما ، فيبدو صراع من يريد التخلص مما هو مرسوم بأنه صراع مع الحائط أكثر مما هو رغبة فى محو النقد أو الرسالة التى يحملها الرسم . دعنى أشارك مستشار الرئيس المصرى "أيمن الصياد" كلماته عندما وصف ما قامت به أجهزة الدولة المصرية من محو لرسومات الجرافيتى من شارع محمد محمود بأن " العقلية التى قامت بذلك تحاول محو الثورة و آثارها " ، وهذا تأكيد بأن تلك الرسومات هى نوع من تسجيل التاريخ والأحداث ، ولعل الفعل ــ وان كان غير مقصود بحسب ما ادعت بعض المصادر ــ فإن رد الفعل كان سريعا و أكثر قسوة ، فقد قام الشباب بإعادة رسم رسومات جديدة وعبارات جديدة ، منها : " تمسحها ميت مره..هرسمها ميت مرة.. لوحتى بتفكرك بذكريات مره ..صورة شهيد مننا متلونة بدمعنا .. والعند من طبعنا ..مش جايبه من بره " ! قرأت خبراً بأن وزير الشباب قد دعا فنانى الجرافيتى والتشكليين للرسم على جدار كل مراكز الشباب ، وهذا عمل حميد لو تم إنجازه بالفعل ، و يمكن تخصيص جدران معينة فى بعض المؤسسات والاماكن و يتم دعوة الموهوبين و المبدعين لإضفاء روح مختلفة على حوائط تلك المؤسسات التى غطها الموت قبل الأتربة ، مع وضع معايير فنية لضبط الرسومات والعبارات التى تصاحبها ، حتى نضمن أن أى محو مستقبلى هو عداء مع الرسم أكثر مما هو حفاظ على الحائط ، وأن كل رسمة هى روح جديدة للحائط أكثر مما هى عداء معه ! بقلم/ أحمد مصطفى الغـر