الجمعة، 24 أغسطس 2012

صور من روسيا







الاثنين، 20 أغسطس 2012

فرحة العيد المنقوصة !



كثيرون يرددون أن " العيد هذه الأيام .. ليس كالعيد منذ عقود مضت " ، يرى البعض أن الفرحة قد باتت نادرة هذه الأيام ، حتى أيام العيد ، ربما يردد ذلك من عاشوا أيام الأعياد فى الماضى حيث لم تكن العادات قد إختلفت و التقاليد كانت ما زالت موجودة و يحترمها الجميع ، لكن الغريب هو أن صغار السن يقولون نفس الكلام ، فى الحقيقية نحن من نفسد فرحة أيام الأعياد ، وجعلنها فاترة و كأى أيام أخرى فى العام ، باتت صلة الرحم و الزيارات المنزلة تقتصر على إتصالات هاتفية للتهنئة ، بل والبعض يزيد من إختصارها لتصبح رسائل قصيرة على الهاتف ، البعض يستغل يوم العيد فى النوم من تعب أيام العمل ، فينام طوال نهار يوم العيد ، تحولت ليالى رمضان من زيارات الأهل والسمر معهم و الخروج مع الاصدقاء للتنزه و تبادل الأحاديث والذكريات إلى ليالى للحفلات الغنائية الراقصة و تسكع بعض الشباب بالسيارات بسرعات مرعبة على الطرق ، أصبحت الالعاب النارية تلطخ سواد السماء بألوانها و تكسر هدوء الصمت بضوضائها المضافة إلى الأغانى و الموسيقى الصاخبة.

كيف نفرح و إخوانا فى بورما و فلسطين و سوريا يعيشون تحت وطأة الرصاص ؟! ، وحتى هنام مناطق أخرى من بلاد العرب والمسلمين تأن من وقع التفجيرات و المنغصات من الحين الى الآخر ، لقد أفسدت السياسة و رجالها كل شئ جميل فى حياتنا ، فأصبحت فرحة العيد ـ إن وجدت ـ منقوصة وغير مكتملة ، حاول أن تفتح صفحة الحوادث فى أى جريدة ثانى أيام العيد لتجد أن الحوادث زادت عن ما هى عليه فى الأيام العادية ، وكأننا قد بتنا ننتظر أيام الأجازات لإفتعال المشكلات التى تغتال فرحة العيد.

صحيح أن هذا لا ينطق على كل المناطق فى بلادنا ، لكن فرحة العيد باتت مختلفة عما سبق من أيامنا الجميلة ، وان لم يكن السبب فى اختلافها أيا من الأسباب السابقة ، فإن ثمة أسباب أخرى كثيرة لا تنتقص فرحة العيد فحسب ، بل كل فرحة و سعادة فى حياتنا ـ تخلصوا من الاسباب بأقصى سرعة .

ــ أحمد مصطفى الغـر

الجمعة، 10 أغسطس 2012

المعلومة .. التى أطاحت بصاحبها !



فى مصر .. أفعال صغيرة تؤدى إلى حوادث خطيرة ، لا يدرك أصحاب تلك الأفعال مدى خطورة ما يقومون به أو ما يقولونه ، لتكون نهايتهم نتيجة حتمية ـ بل و ضرورية ـ لأفعالهم ، أطاحت وثيقة المبادئ الاساسية للدستور التى خرج بها على حين غفلة من الوطن ليعلنها "د/ على السلمى" النائب السابق لرئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطى ، تلك الوثيقة لم تطيح بالسلمى فحسب ، بل كانت مسمار فى نعش حكومة عصام شرف نفسه ، من قبله كان د/ يحيى الجمل الذى فرح كثيراً بمنصب نائب رئيس وزراء ، لكن المنصب لا يدوم .. خصوصا أن الرجل كان من محبى التصريحات المثيرة للجدل ، لعل أكثرها غرابة هو أمنيته برؤية صفوت الشريف وزكريا عزمى فى القفص مع عدم محاكمة أحمد فتحى سرور لأنه كان صديقه فى كلية الحقوق ، هذا بخلاف عدم تأدبه عند الحديث عن الذات الالهية ، لقد كان صداع فى رأس الحكومة خصوصا كلما صرح أو ظهر إعلاميا .. حيث كان من محبى الظهور فى الفضائيات.

اللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات العامة سابقا ، هو أيضا أحد هؤلاء الذين أطاحت بهم أشياء صغيرة تحولت إلى حوادث كبيرة .. ربما نتيجة إهمال أو سوء تقدير أو كليهما ، هى "معلومة" صرح الرجل بأنه كانت لديه وانه رفعها لمن هم فوقه من متخذى القرار ، لكن يبدو أن تلك المعلومة المشؤمة كانت هى الحبر الذى كُتِبَ به قرار إحالته الى التقاعد ، طبقا لتصريحات موافى فإنه " كانت لديه معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات بهجوم إرهابى يستهدف وحدات فى سيناء قبيل وقوع حادث رفح" ، غريب حقا أن يكون لديه معلومة خطيرة كهذه قد تؤدى ــ وقد أدت بالفعل ــ إلى إزهاق أرواح مصرية و إسالة دماء طاهرة و زعزعة للأمن والاستقرار و ربما تبعات خطيرة على السياحة والاقتصاد .. ومع كل هذا يغيب الرجل كل هذه الفترة منذ وقوع الحادث الى أن أدلى بالتصريح ! ، أليس من يملك المعلومة مسبقا كان لديه القدرة أن يدلى بتصريحه بعد دقائق من وقوعه ؟!

خطأ آخر وقع فيه اللواء عندما أشار إلى أن هذه المعلومات لم تشر إلى مكان أو توقيت الهجوم ، إذن ما فائدة جهاز المخابرات إن لم يعمل على تحديد هذه الأشياء الهامة جدا و المحيطة بمعلومة خطيرة حول وقوع هجمات و إعتداءات ؟! ، وفى نفس الوقت إتخذ الجانب الاسرائيلى احتياطاته ولم يأخذ المعلومة على محمل الهزر ، حتى عندما أدلى اللواء موافى بأنه أبلغ القيادات ومتخذى القرار بشأن المعلومة ، فإن مستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية والدستورية محمد جاد الله نفى علم الرئيس بما أعلنه موافي في هذا الشأن .. قائلا: «ما نشر بشأن أحداث رفح على لسان اللواء مراد موافي لا تعلم مؤسسة الرئاسة به ولم يعرضه موافي على رئيس الجمهورية خلال لقائه به» ، وهو ما يفتح أبواب اخرى للتساؤل عن الجهات التى أخبرها موافى بمعلومته ؟ ، وهل كان يتعمد إخفاء معلومات عن مؤسسة الرئاسة ــ أعلى جهة حاكمة ومتخذة للقرار فى مصر ــ لاحراج الرئيس ؟

فى الواقع لقد إنشغل كثيرون عن أداء مهام أصيلة من عملهم و بحثوا عن مكاسب سياسية و كانوا جزءا منها ، و ربما تم توظيف طاقات أجهزة معينة لتقوم بأعمال غير أعمالها لأهداف معينة على حساب المهام الاساسية لها ، ربما سيظل سيذكر اللواء موافى تلك المعلومة طوال حياته .. لكن لو فرضنا جدلا ان الزمن قد عاد الى الوراء ، فكيف كان سيتصرف حينها ؟


بقلم / أحمد مصطفى الغـر

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

تكريم و حداد .. ثم ماذا ؟!



بكل الأسى أكتب عن أحداث رفح و أحتسب مع كل المصريين من ماتوا فى تلك الأحداث من الشهداء الأبرار ، قد لا يكون هذا الحادث هو الاول من تلك الحوادث التى تستهدف أمن مصر واستقرارها ، لكن ربما يكون الاول بهذه القسوة فى هذه الأيام المباركة وبالتزامن مع ساعة الافطار ويخلف هذا العدد من الضحايا والمصابين خصوصا وأنه يأتى فى لحظات دقيقة تمر بها مصر ألان ، فتقريبا منذ العام 2005 وتشهد مصر أحداثًا تستهدف ضرب الاستقرار المصرى فى سيناء و السياحة المصرية ، لكن على ما يبدو ما من تغييرات جذرية قد حدثت فى الاستراتيجية الأمنية التى يتم اتباعها لتأمين تلك البقعة الغالية من أرض مصر (سيناء) ، تلك التى إستردها الأباء و الأجداد بالدماء فى حرب من أعظم حروب التاريخ فى السادس من أكتوبر 1973 .

مصر الرسمية تعلن الحداد ، قادتها فى اجتماعات ومشاورات وزيارات ميدانية لموقع الحدث والمصابين ، فضائياتها الحكومية والخاصة تضع خطاً أسوداً أعلى الشاشة معلنة عن حزنها " لكن غالبيتها مازالت تبث ما تبثه من أغانى ورقص ومسلسلات ، فهو حداد رمزى على ما يبدو" ، تعج البرامج والنشرات الاخبارية بالمحللين الذين يتقمص بعضهم شخصية "شارلوك هولمز" متحدثاً عن واقعة سمع عنها فى نشرة سابقة أو قرأ عنها فى جريدة الأمس ، يلقى بالاتهامات نحو هذا أو ذاك دون أن يسبق كلامه بأن هذا مجرد إعتقاد شخصى أو تخمين وليس أكثر من ذلك ، أما مصر الشعبية فهى حزينة على خيرة شبابها الذين فقدوا أرواحهم من اجل هذا الوطن ، وبين مصر الرسمية والشعبية تكمن صراعات تستغلها بعض القوى السياسية لتحقيق مكاسب قذرة فى ظل الأحداث ، فهذا يتهم ذلك ، و ذاك يخون هذا ، حتى الجنازة لم تسلم من أفعال مرتزقة فلول النظام البائد سواء بالاعتذاء على بعض الرموز الوطنية أو حتى التعدى على موكب رئيس الوزراء .

إذن تمّ الحداد المتواضع ، وتنتظر أسر الشهداء التكريم الدنيوى من الدولة ، لكن ماذا بعد ذلك ؟! ، ألم يحن الوقت بعد لتفعيل دور الدولة فى سيناء من خلال مشروعات قومية كبرى و استثمارات حقيقية يواكبها مشروعات خدمية سواء لأهل سيناء من البدو أو للملايين من الشباب التى يستوجب على الدولة دفعهم نحو سيناء للعيش فيها وتوطينهم هناك ؟! ، ألم يحن الوقت لفرض سيطرة أمنية حقيقية على كل شبر من أرض الوطن ـ وليس سيناء فقط ـ أم أن الأمن مازال يشعر بالكسوف والحرج من النزول الى الشوارع لتأمين البلاد ؟! ، لقد حان الوقت لمصر بأن تعيد النظر فى معاهدة السلام مع الكيان الصهيونى بما يسمح لها بفرض الامن على الأرض المصرية ، الأمر لم يعد يحتمل انتظار وقوع أحداث مماثلة فى المستقبل ثم نتحدث عن ملاحقات للجناة ، وسواء تم ضبطهم أو لا .. فإن الأمور ما تلبث أن تعود لتهدأ مما يعطى فرصة لجرائم أخرى جديدة ، حان الوقت للتعامل بحزم مع كل خارج عن القانون مع ضرورة تحقيق العدالة للجميع ، ويواكب ذلك تطهير للفساد وتجفيف لمنابعه فى اجهزة الدولة المختلفة وعلى كل المستويات.

لكن إلى أن يتحقق كل ذلك .. من يجب محاسبته الآن عن أرواح الجنود التى راحت و دماء المصابين التى سالت ؟


بقلم / أحمد مصطفى الغـر

الجمعة، 3 أغسطس 2012

مبارك شخص .. لكن مصر وطن! (1-2)


تكثر الأحاديث وتطول عن صحة مبارك .. سواء رئيساً أومخلوعاً أو مسجوناً بتهمة جنائية ، هو المصرى الوحيد الذى كانت صحته دائما مسار جدل و موضعاً مفضلاً للشائعات ، بل اننى سمعت ذات مرة أن أكثر من 200 شائعة عن وفاته قد تداولت منذ لحظة توليه الحكم قبل 30 عاما إلى ألان حيث يرقد مريضاً فى أحد المستشفيات ، صحته دائما كان يتم التعامل معها على أنها سر قومى لا يمكن الحديث عنه كثيراً ، هو أمر يختلف كثيراً عن طريقة التعامل مع صحة الرؤساء فى دول العالم المتحضرة ، وبالتالى فإنه ليس أمراً مستغرباً أن تنهار البورصة المصرية فى أحد الأيام سابقاً فقط لمجرد أن أحد رؤساء التحرير قد تناول صحة الرئيس فى أحد مقالاته ، فى دولة يحكمها شخص واحد يلعب فيها كل الادوار لم يكن الأمر مستغرباً على الاطلاق ، فالمخلوع كان رئيسا للجمهورية باستفتاءات الــ 99.9 % ثم بانتخابات مزورة لصالحه فى 2005 حصل فيها على 88.5 % من اصوات الناخبين بينما حصل أقرب منافسيه على 7 % فقط ، هو القائد الاعلى للقوات المسلحة و القائد الاعلى للشرطة و رئيس المجلس الاعلى للقضاء و رئيس مجلس الدفاع الوطنى هذا بخلاف كونه رئيس الحزب الوطنى الحاكم سابقا و المنحل حالياً .. هو قائد العبور الثانى .. وحتى ألان لا نعرف ما هو العبور الثانى هذا ! ، لكن هكذا كانوا يكتبون على اللوحات الدعائية للحزب الوطنى البائد ، هو البطل الأول و الرائد الاول للتنمية ، تُرى عن أى تنمية كانوا يتحدثون ؟! ، فى ظل تزايد عدد فقراء مصر فى عهده و إزدياد عدد العشوائيات و ظهور ما يعرف بسكان المقابر ، هذا بخلاف التضخم و غلاء أسعار كل شئ فى مصر سواء مأكل أو مشرب أو ملبس أو مسكن !

أينما ذهبت أو اتجهت ستجد صورة للرئيس أو اسمه أو شئ يدل على وجوده ، وكأن مصر التى أجبت الملايين قد عقمت أن تنجب ابنا فذاً يضاهى مبارك ! ، فى الواقع مصر انجبت الكثير والكثير من الأفذاذ والنابغين .. لكنها لسوء حظها أنها قد انجبت مبارك الذى طغى بنفوذه على الأخرين فهمشهم و أبعدهم عن الظهور و أحيانا عن الحياة باكملها ، فقد كان يتخوف دائماً من أى مسئول يذيع صيته أو يستشعر حباً من الناس له ، لعل هذا ما دفع بالكثيرين إلى الهجرة أو الصمت و أحيانا اعتزال الحياة السياسية تماماً ، فحسب تصنيف "فورين بوليسي" الأمريكية يحتل الرئيس مبارك المركز الخامس عشر في قائمتها عن (أسوء السيئين) لعام 2010 حيث تعتبره "فورين بوليسي" حاكم مطلق مستبد يعانى داء العظمة وشغله الشاغل الوحيد أن يستمر في منصبه ، ومبارك يشك حتى في ظله وهو يحكم البلاد منذ 30 عاما بقانون الطوارئ لاخماد أى نشاط للمعارضة وكان يجهز ابنه جمال لخلافته ، وفى اعتقادى الشخصى انه اذا حدث و تولى جمال بعد أبيه فى حال عدم قيام الثورة المجيدة .. لبدأت مصر عهد جديد من النظام المباركى المستبد .. ربما كان سيطول او يقصر عن الثلاثين عام ، لكن على أية حال فإن مصر الجمهورية كانت ستتحول الى مصر المملكة فى سابقة لم يعهدها التاريخ الحديث !

ان 18 يوماً كانت كافية لأزالة نظام ظل طيلة ثلاثين سنة فى الحكم ، 18 يوما فقط كانت كافية لإعطاء درساً للتاريخ و للشعوب بأن الظلم مهما طال فلابد له من نهاية و أن الشعوب دائما تبقى بينما تسقط الانظمة ، أن الأوطان تعيش عمراً أطول من عمر حكامها ،


ــ أحمد مصطفى الغـر