![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi_qNd00rhwn6i1kvVgLwe21K2ichBsf5-oD-qaQhqmqmR7-xAMNkiwd_6rraiyuDUaFLAYSkaNaLemVYrtkQCg9MCS7YTkVLmZ9Dl-QVYctyA8fYEuT3zkMBCZvWqLnj08b49TbCkD8pxi/s320/35230_imgcache.jpg)
فى مقال الكاتب محمد الدسوقى رشدى بعنوان: إصلاح وتهذيب هشام طلعت مصطفى، الذى تم نشره بالعدد الأسبوعى من اليوم السابع بتاريخ 13- 4 – 2010 ذكر عبارة مازالت تتردد فى أذنى حتى الآن وهى ذاتها التى وضعتها عنوانا لمقالى.
صحيح أن حينها كان الكاتب يقصد قضية وموضوعاً آخر تماماً، لكن ما أود الحديث عنه الآن أن الشعب المصرى فى ظل النظام السابق كان يعشق النسيان هروباً من مواجهة الحقيقة، فالنظام استطاع وبكفاءة غير عادية أن يجعل كل مواطن مشغولا من أخمص قدمه وحتى شعر رأسه فى مشكلاته الحياتية اليومية التى لا تنتهى.
وما أن يخرج من أزمة حتى يجد نفسه غارقاً فى أزمة أخرى أمر وأشد من سابقتها، كان رهان النظام دائمًا على أن الشعب الذى يبحث عن رغيف الخبز وكوب الماء ومسكن متواضع جدا مجرد صالة وغرفة واحدة أو حتى غرفة على أسطح إحدى العمارات القديمة أو على الأقل "عشة" فى عشوائيات المدن.. هذا الشعب لا يمكنه أن يفقه معانى ومصطلحات مثل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية.
لقد استطاع النظام السابق أن يجد ما يشغل السواد الأعظم من الناس عن شئون الحكم ومحاسبة النظام، فحتى أعضاء المجلس الموقر، الذى يُفترض أن يقوموا بمحاسبة الحكومة والنظام كان جُم هدفهم هو الحصول على رضا الوزراء وكبار رجال الحزب الحاكم عنهم، حتى عندما كانت الصحف ــ المستقلة طبعا ــ تكشف عن بعض جرائم الفساد والإضرار بالمال العام ومصلحة الدولة كان مصيرها التضييق عليها والتهديد بإغلاقها، وهذا ما كان يسرى على حال بعض القنوات الفضائية أيضاً، فكانت مناقشة شئون الدولة تتم على استحياء شديد، هذا بخلاف السنوات الثلاث الأخيرة، والتى قد وصل حد السفه والإجرام بحق الشعب والدولة من جانب النظام مالا يطاق ولا يحتمل.