![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjdTu9ysMV0m0hehckEc39ZCKevB-UHIri1me2zgnw0p0ZAxxPuWFLBQ1i1yROgy9RIXMrWk0kDXf3C5G49cLo_k_kiNscd0f_He7lZtHW8iLZzdUy14MusctRZbvwwSAdBxo1Y0UHgZhZZ/s320/untitled.bmp)
غريب جداً أمر الصحف القومية فى بلادنا العربية ، تحولت جميعها الى صحف حكومية بحتة ، فرغم أنها قومية أى يجب أن تتحدث بلسان كل طوائف الشعب بمختلف ألوانهم ودياناتهم و عرقياتهم ، ستجد أنها قد تحولت لتتحدث باسم النظام الحاكم فقط ، وبلسان الحزب الأوحد الذى يسيطر على الدولة وكأنه يحتلها ! .. هذا مثالاً لنموذج تكرارى لمقالات رؤساء تحرير وصحفيو الجرائد الحكومية فى أى دولة عربية :
تحيا الدولة ونظامها وحاكمها ، وتحيا الحكومة التى فى خاطرى وفى دمة ، الحكومة التى بدونها لافتقدنا استصلاح الصحارى ،وإنشاء المصانع و الشركات ،والتى بدونها لازدادت معدلات البطالة والفساد والجريمة ، الحكومة التى ... ،والتى ... ، والتى .... (إلى آخره من المدح والتمجيد) .
دعك من كل هذا المدح ألان ،فربما ذكرته لك فى مقالات سابقة ومن المؤكد أننى سأذكره لك فى مقالات لاحقة . ودعنا ندخل فى صميم موضوعنا اليوم .
أعزائى القراء ، لعلكم سمعتم أو ربما ستسمعون أن أحوال الاقتصاد لم تعد كسابق عهدها ،وذلك نظراً للمتغيرات الاقتصادية العالمية والمناخية أيضاً ،إضافة الى الأزمة المعوية وغيرها من الأزمات،ولهذا أرجوك وأتوسل اليك أن تفتح لى صدرك وتتقبل كلامى عندما أخبرك بأن الضريبة العقارية لم تعد كافية لسد تكاليف الرفاهية التى تحياها ألان ، مما قد يضطر الحكومة الى فرض ضريبة على الماء الذى تشربه وعلى الهواء الذى تتنفسه ، ومراعاة لمشاعرك وظروفك أود أن أخبرك بأن الحكومة الطيبة الحنونة قد أجلت فكرة ضريبة الشمس للعام القادم ،وذلك لعدم امكانية تقدير تلك الضريبة فى الايام الغائمة ذات السحب الكثيفة ،علما بأن هناك دراسات علمية وبحثية تجرى لمعرفة كيفية التخلص من تلك السحب ، حتى تشرق الشمس طوال العام ،وبمناسبة السحب : عندى لك خبر سعيد و هو أن بعد 17 عام من ألان سوف نكون قد توصلنا الى وسيلة للتخلص من السحابة السوداء .
وهناك خبر سعيد آخر : لقد قامت لقد قامت الاجهزة المعنية بزيادة مساحات الارصفة الموجودة امام المنشأت والمصالح الحكومية ،وقد تم هدم السلالم الموجودة امام النقابات و ذلك لبناء سلالم أخرى جديدة ذات طاقة استيعابية كبيرة ، وذلك مشاركةً من الحكومة للتنفيس عن الكب لدى المواطنين ،كى يمكنوا من التظاهر و الاعتصام كما يشاءون . وهناك خطط مستقبلية لانشاء طرق موازية لطرق سير السيارات كى يسير المتظاهرين عليها خلال مسيراتهم ، منعا لتعطيل الطرق وبذلك نكون قد سبقنا كل دول العالم فى هذا المجال !
و أود أن انتقد أولئك الخبثاء الذين ينتقدون الحكومة وينشرون حولها الاكاذيب والادعاءات بدون وجه حق أو بوجه حق ! ، فالذين ينتقدون علاج المسئولين وزوجاتهم وأبنائهم على نفقة الدولة ليس لديهم أدنى قدر من المشاعر الانسانية، فهم مواطنون مثلهم مثلنا ، بل انهم أقل منا ، فهم يذهبون للعلاج فى بلاد بره حيث يتحدث الناس هناك بلغة اجنبية غير مفهومة ،كما أن هناك لا يوجد واسطة أو محسوبية عند الكشف أو صرف العلاج ،بينما هنا يوجد كل شئ ، هنا يمكنك أن تعود لمنزلك حيث الاهل والجيران و تعود فى اليوم التالى كى تكمل الكشف والعلاج ،أما المسئولين الغلابة عندما يسافرون للعلاج بالخارج فانهم قد يضطروا الى الاقامة فى فنادق 5 نجوم أو 4 نجوم .. بل وأحيانا 3 نجوم فقط !
ودعنى أوضح لك نقاطاً اخرى عن المسئولين الغلابة الطيبين ربما تجهلها عنهم ،أو ربما قام أحد الخبثاء بالتعتيم عليها كى لا يظهر لك الا الجانب الاسود والقاتم عن المسئولين ، لكن بفضل الله ثم بفضل الحكومة أن هنا من أجلك أنت، كى أوضح لك الحقيقة الكاملة و أكشف لك الزيف والتضليل الذى يرهقك به أولئك الخبثاء فى صحفهم .الذين يدعون أن صحفهم منتشرة التوزيع ويقرأها عدد كبير من الناس، وأخبارهام كثيرة و وفيرة ، وهذا زيف وكلام خاطئ ،وخير دليل على ذلك هو أن عدد ورقها قليل لا يكفى الا لتناول وجبة واحدة عليه ،بينما تتميز صحفنا بعدد الأوراق الكثير الذى يكفى لفرشه لتناول الوجبات الثلاث عليه ، بل ويفيض منه !
دعنا نعود الى توضيح الحقيقة : إن المسئولين يركبون سيارات ذات زجاج معتم وستائر سوداء تحرمهم من نور الشمس المشرقة وبهجة النهار المضيئة ،بينما انت فتركب سيارات واتوبيسات وقطارات ذات نوافذ بزجاج شفاف ،وأحيانا لن تجد الزجاج أو النوافذ من الاساس ،وذلك حرصاً على تلطيف الجو داخل وسيلة المواصلات وإدخال الهواء المنعش
المسئولين يسيرون فى شوارع خالية (أو بمعنى أدق: بعد أن يتم اخلائها) ،مما يفقدهم التواصل الانسانى والبشرى مع الناس ،وينقص من شعورهم بالجو المجتمعى، أما أنت فتعيش فى قلب الزحام و تنعم بالتواصل . المسئولين يجلسون لفترات طويلة فى مكاتبهم لانجاز أعمالهم مما يسبب لهم ألالام العظام والاوجاع ،بينما أنت فتجلس لفترات قصيرة (اذا كنت تجلس من الاساس) مما يكسبك النشاط والحركة و يبعد عنك تلك الامراض !
المسئولين هم أعضاء فى العديد من اللجان الفرعية واللجان الثانوية واللجان المنبثقة واللجان الجماعية واللجان الفردية واللجان المرورية وكل أنواع اللجان الاخرى ، وكذلك لهم عضويات شرفية فى العديد من الاندية والجمعيات والتجمعات والاحزاب والشركات والمؤسسات ، و.... ، و .... ،و .... وهذا كله يضيع الكثير من أوقاتهم بين هنا وهناك مما يفقدهم الشعور بالجو الاسرى، بينما أنت فتنعم بالجو الاسرى الدافئ ،ولا تحمل أياً من تلك الهموم ! ــ هل تعلم أن المسئولين عندما يتم اقالتهم من مناصبهم لا يمكنهم التظاهر او الاعتصام للمطالبة بحقوقهم،بينما انت يمكنك ان تفعل كل ذلك ، حيث يمكنك التظاهر والاعتصام والاضراب عن الطعام ( بل ربما تكون واقف فى مظاهرة ألان وانت تقرأ هذه الكلمات) وهذا خير دليل على المناخ الديموقراطى الذى لم يحرمك من شئ !
فى النهاية: أود أن أذكّرك بألا تسمع للخبثاء الذين يشوهون صورة بلدك وحكومتك ،واذا أردت معرفة الحقيقة فلا تقرأ غير صحفنا ،ويمكنك مراسلتنا للاستفسار عن أى شئ ،لأنها يحررها صحفيين معتمدين رسميا من الدولة ،وعلى رأى المثل: ( إسأل .. إستشير !)..و ليس للحديث بقية !
بقلم / أحمد مصطفى الغــر .. كاتب غير حكومى