الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

مشاهد من الحياة ــ الجزء الخامس

فى الحياة ... قصص و حكايات كثيرة .. أنتم أبطالها .. تمثلون مشاهدها ببراعة فائقة فى سيناريو محكم الاعداد .. تتبادلون الادوار و الاماكن فى أزمنة متتالية و متعاقبة دون توقف .. و أنا معكم و بينكم أعيشها و أرصدها مثلكم .. وأكتبها أحيانا .. فتقبولها منى فى أسلوبى الادبى المتواضع على أجزاء متسلسلة تحت عنوان : مشاهد من الحياة

المشهد الخامس : طوابير .. الى اللانهاية

انها حقا ثقافة .. ثقافة اكتسبها الشعب من كثرة الوقوف امام منافذ التوزيع ،او منافذ الحدمات الحكومية ، او منافذ المتاجر أو التسجيل ،أو منافذ استخراج اى اوراق رسمية ، أو اى منافذ اخرى ..



تعلمنا الوقوف فى الطابور منذ نعومة أظافرنا ، و طوال مراحل التعليم الابتدائى ثم الاعدادى ثم الثانوى ، كنا نقف فى الطوابير ، فى الجامعة وقفنا فى الطوابير أيضا عند الانتهاء من تسجيل أى شئ أو عند استخراج أى مستند ، و أمام الخزنة أيضا ( وحتى لا تسئ فهمى .. كنا نقف اما الخزنة للدفع ، وليس للصرف) .. و فى الجيش نقف فى طوابير .. و عند دفع فاتورة التلفون نقف فى طوابير



عند التقدم لوظيفة ستجد نفسك فى طابور أيضا .. هذا غير الطابور الذى اعتبره الاب الروحى للطوابير جميعا و ربما سيظل أبديا أبا روحيا لها ، وهو طابور رغيف العيش .. و إن هدأ صداها أحيانا ، الا انه لا يأبه أن ينتهى أو يمحى من حياتنا ، لأنه سيعود عاجلا او آجلا .. و من آخر صيحات الطوابير ستجد طابور انبوبة البوتاجاز ، لأن هذا الطابور مكون من شقين ، الشق الاول : وهم البشر ، والشق الثانى : وهى الانابيب و التى تقف فى طابور متسلسل فى انتظار احلالها باخرى مملوءة بالغاز

اذهب لاستخراج أى مستند رسمى من أى جهة حكومية ستجد الطوابير هى أول ما ينتظرك ، فتحتل مكانا فى احدها و تنتظر الفرج حتى يأتى دورك .. يبدو ان الطوابير أصبحت ادمانا لدى البعض ، فلم نعد نطيق ان نحيا بدون طوابير ، بل ان الطوابير اصبحت سمة مميزة من سمات الوطن ، وباتت جزءا لا يتجزأ من مظاهر الشارع المصرى



و ألان .. هل يمكنك أنت أن تحيا بدون وجود الطوابير فى حياتك ؟؟ بل هل يمكنك أن تشعر بالرضا والقناعة النفسية اذا ذهبت الى اى مكان يتسم بالبيروقراطية والروتين و قمت بالانتهاء من الاجراءات دون اى تعقيد او طوابير ؟؟ .. بالطبع انت تملك حق الاجابة ،، ولكن مبدئيا لا أظن انه يمكنك ان تحيا بدون الطوابير

مشاهد من الحياة (الجزء الخامس) ــ عاشها معكم : أحمد مصطفى الغـر

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

كيف نخشع في صلاتنا ؟

لايختلف إثنان في أن أداء الصلاة حركات دون خشوع هي أشبه بالجسد دون الروح ، فلا يصل المصلى إلى الفوائد المرجوة منها ، فكيف إذاّ نصل إلى الخشوع ؟ ، هل من وسائل تعيننا على توفير هذا الشرط أو العنصر المهم في صلاتنا ؟ أعتقد أن لو إستطاع المسلم المصلى توفير الآتى لوصل الى الخشوع في صلاته :
■ الطمأنينة في الصلاة
■ تدبر ما تقرأ في صلاتك
■ كثرة الدعاء وخاصة في السجود
■ الحرص على معرفة ثواب الخشوع في الصلاة
■ الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
■ أن توقن أن الله ينظر إليك

ـــ مما قرأت

حديث قدسي

عن النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة جل جلاله قال: ( أنا عند ظن عبدي بي إذا أحسن الظن بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .

بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال ، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، يعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر ، فكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ، فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء ، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) ، وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده ، بذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن .

ـــ مما قرأت

الاثنين، 2 أغسطس 2010

البحث عن برامج هادفة



ضعف ثقة المشاهد فى برامج التلفزيون المعروضة ، وعدم الحضور التربوى والاجتماعى لبعث مفاهيم أخلاقية حسنة من خلال المؤسسات الاعلامية ، هما السبب الرئيسى لعزوف المشاهد عن القنوات العربية الى البحث عن ضالته فى الاعلام الغربى ، و برغم اختلاف الثقافات و التقاليد والقيم ، رأى المشاهد العربى أن اعلام الدول الغربية يفى بحاجته ، و عندما تنبهت الفضائيات العربية الى ذلك ، رأت ان اجتذاب المشاهد العربى مرة اخرى هو انتاج برامج بنفس الطراز الغربى ، فأصبحت البرامج تافهة : إما برامج للرغى و القيل والقال ، و برامج تصيب المشاهد بالتشتت و عدم الفهم ، أو برامج المسابقات و الفوازير .

هذا الى جانب اتخاذ وسائل الاعلام كمنابر شخصية للدعاية وللانتخابات و لترسيخ الشعارات الفارغة ، و أيضا خلو الساحة من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات لارتقاء هذه المنابر ، جعل هذه المنابر مقراً مفضلاً لكل متطرف فى أفكاره ، وكل مهاجم فى ألفاظه ، وكل ساخر فى فنه وإعلامه ،و فى النهاية : للأسف لم تستطع الفضائيات العربية ان تقلد الفضائيات الغربية مع الحفاظ على القيم و الأخلاقيات ، أو على الاقل أن تعيد المشاهد العربى الى شاشتها مرة أخرى .

بقلم / أحمد مصطفى الغــر