![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgDPFVEKQoa41KYaS-COhyphenhyphenvKLIwWyAYKtGoQadZnKjO1qC0suV-dXLyVPtwWZ_NcvCu3I7rBLwp76-ExKgK1liSeVyNviXdWaBSA6npx5GFIapq_hz5brNUwTtikA_irUDTl8qznxH8QJRz/s320/%D8%A7%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1.jpg)
فى الحياة ... قصص و حكايات كثيرة .. أنتم أبطالها .. تمثلون مشاهدها ببراعة فائقة فى سيناريو محكم الاعداد .. تتبادلون الادوار و الاماكن فى أزمنة متتالية و متعاقبة دون توقف .. و أنا معكم و بينكم أعيشها و أرصدها مثلكم .. وأكتبها أحيانا .. فتقبولها منى فى أسلوبى الادبى المتواضع على أجزاء متسلسلة تحت عنوان : مشاهد من الحياة
المشهد الرابع : مواصلات نهاية الحياة
من المؤكد أنك ركبت المواصلات العامة فى يوما من الايام ، وأيا كان ما ركبته .. فمن المؤكد انها كانت تتشابه فيما بينها من حيث الاهمال و التقصير والقِدم .. هذا غير الاساءة فى المعاملة .
ففى القطار : ستجد من الاهمال ما لم ولن تشاهده فى اى مكان اخر ، و لن أحدثك عن مظاهر الاهمال فى الداخل ، ويكفى ان ترى الناس على الابواب المفتوحة (لعدم وجود ابواب من الاساس) ، وتشاهدهم من النوافذ ( ايضا لعدم وجود نوافذ كى يتم اغلاقها) ، حتى ان بعض الركاب فضلوا الركوب على ظهر القطار ( التسطيح) .. ولا اعرف سبب وجيه لذلك غير انه ربما هناك ضيقا فى المكان فى الداخل ، او ربما هربا من تذكرة القطار التى اصبحت الضعف او يزيد عن ما قبل .. و ربما سيأتى اليوم الذى تعين فيه مصلحة السكك الحديدية لكمسرى يصعد الى ظهر القطار كي يتمكن من محاسبة ركاب ظهر القطار ، و الذى يزيد عددهم عن من بالداخل .
وفى الاتوبيس : ستجد من الغرائب الكثير والكثير .. فبغض النظر عن ما يحدث بالداخل ، ستجد الاتوبيس وكأنه يرمى بالناس من الابواب كى يوزعهم على المحطات التى يريدون الوصول اليها ، و أذكر فى مرة أن شخصا ظل يجرى خلف الاتوبيس لمسافة ، أعتقد انها نصف المسافة التى يريد أن يركبها او ربما اكثر ، شئ يشبه ما كان يحدث فى الافلام عندما يجرى الاتوبيس ليجرى كل من كانوا فى انتظاره خلفه ،، على الرغم من تكدسه بالناس فى الداخل .
لا أريد ان اتحدث عن المزيد من تلك الوسائل المتهالكة التى تنقل الالاف او الملايين من الناس يوميا على الطرقات ، يقودها اشخاص ليس لديهم القدر القليل من المبالاة ... ولعلك تعرف انه فى اليابان : يصل الاتوبي قبل ميعاده بدقيقة واحدة ( وهذا طبعا لأن له ميعاد ، مثلا اذا 6:54 ) ستجده يصل 6:53 بالتمام ... و أذكر انى سمعت مواطن مصرى يعيش فى المانيا منذ فترة طويلة كان قد ذكر فى احد البرامج الاذاعية ذات مرة أنه حجز تذكرة للقطار مكتوب عليها موعد وصول القطار الى المحطة التى ينتظره فيها هو 1:23 .. و يكمل قائلا انه شعر بالسخرية من تلك الدقة التى يكتبون بها المواعيد فكيف يمكن للقطار ان يصل عند الدقيقة الثالثة والعشرين بالضبط ، ولكن كانت صدمته عندما وصل القطار فى موعده المحدد بالضبط ، ويقول أنه قد تأكد من ذلك من خلال ساعة المحطة الرقمية ــ أعتقد أننى الان فهمت الفرق بيننا وبينهم فى الخارج و هو بكل ببساطة : ان الساعات التى لدينا فى المحطات لا تعمل ، هذا اذا كانت موجودة من الاساس .
مشاهد من الحياة (الجزء الرابع) ــ عاشها معكم : أحمد مصطفى الغـر