الاثنين، 29 مارس 2010

لا خلاف على الاختلاف !


سنوات طويلة تمر فى أعمارنا و أعمار أوطاننا العربية ، لا يوجد فرق كبير بينها ، سوى أن الاحوال تزداد من سئ الى أسوأ .. و فى خضم هذا الزخم من الأحداث ، تطل علينا فى كل عام قمة للقادة و الزعماء العرب ، ومن المفترض أن لقاءات القمة فى أى منظمة أو حتى مؤسسة أو شركة متعددة الفروع ، تعنى أن يتم رسم خريطة عمل مشتركة ، والاتفاق على العديد من نقط الاختلاف ، وتقريب وجهات النظر المختلفة بين الحاضرين .. هذا كلام صحيح و ينطبق على كل ــ أو معظم ــ القمم والاجتماعات .

الا ان القمة العربية إستثناء من هذا كله ، فهى ملتقى للخلاف و الاختلاف ، موعد سنوى لتفجير النزاعات بين الاشقاء و تفريقهم بدلا من توحيدهم . هى بمثابة إسفين يتشارك الزعماء العرب الدق عليه كى تزداد الفرقة بينهم .


و المتأمل فى القمم السابقة ، سيجد أن الخلافات تبدأ منذ أول يوم تبدأ فيه الدولة المستضيفة للقمة فى توزيع دعوات المشاركة والحضور ، و أحيانا من قبل ذلك بكثير . ثم تظهر مشكلة من يستضيف الوفود المشاركة فى المطار ؟! ، و درجة المسئولين المشاركين نيابة على رؤسائهم و تمثيلا لدولهم ، و تتوالى الخلافات مع استمرار انعقاد القمة . فتزداد الأمور سوءاً أكثر مما هى عليه بالأساس .


وبنظرة سريعة على القمة المقبلة فى ليبيا ستجد : خلافات بين مصر و قطر ( خلافات فى وجهات النظر أثناء حرب غزة) ، وبين مصر والجزائر( مباراة كرة قدم) ، وبين ليبيا و السعودية ( خلاف بين العقيد وخادم الحرمين فى قمة عربية سابقة ) ، وبين ليبيا ولبنان ( اختفاء الامام موسى الصدر واتهام النظام الليبى) ،وبين الفلسطينين أنفسهم ( فتح وحماس) ، و فتور فى العلاقات بين دول الخليج و دول المغرب العربى عامة ً .. وغيرها من الخلافات ، مضافا اليها خلافات جديدة سوف تستجد خلال القمة القادمة ، كى تضاف الى الرصيد العربى من الخلافات .

لقد أثبتنا على مر عقود طويلة أننا قد أختلفنا على كل شئ ، باستثناء شئ واحد اتفقنا عليه وهو : الاختلاف !


بقلم : أحمد مصطفى الغـر

الأحد، 21 مارس 2010

رسالة إلى أمى



إلى التى فاق حنانها قدرات البشر لتمنحنى طريقاً طويلا من الأمل فى وسط بحرٍ من اليأس ، إلى التى ألهمتنى النور فى الحياة كى لا أضل طريقى نحو النجاح .. إلى أول من رأيت عندما أبصرت فى الحياة .. إلى التى حمل النسيم عبق أنفاسها ليداعب روحى ويشعرها بالأمان والرضا .. إلى التى علمتنى كيف أنطق اسمى ، وكيف أكتبه و أقرئه .

إلى التى نزفت جراحها ينابيعاً كى توفر لى الراحة .. إلى التى غسلت وطبخت ، وغزلت الخيوط بجوار بعضها كى تصبح ملبسا أنيقا أرتديه ، إلى التى منحتنى حياةً كريمةً لم أصادف فيها يوماً الخوف من المجهول .. إلى التى أعطتنى من صبرها و قوتها ما يعيننى على مصاعب الحياة .. إلى التى غمرنى حبها وحنانها فى الصغر والكبر ..

إلى التى فعلت كل ذلك و أكثر .. ولم تنتظر أجراً على ذلك ، بل فعلته من أعماق قلبها وبكل رضاها وقناعتها .

إلى أمى .. أرسل باقة من الحب والدعاء والعرفان بالجَميل ،و يا ليتنى أستطيع رد هذا الجَميل .


بقلم : أحمد مصطفى الغـر

الاثنين، 15 مارس 2010

مشاهد من الحياة ــ الجزء الاول

فى الحياة ... قصص و حكايات كثيرة .. أنتم أبطالها .. تمثلون مشاهدها ببراعة فائقة فى سيناريو محكم الاعداد .. تتبادلون الادوار و الاماكن فى أزمنة متتالية و متعاقبة دون توقف .. و أنا معكم و بينكم أعيشها و أرصدها مثلكم .. وأكتبها أحيانا .. فتقبلوها منى فى أسلوبى الادبى المتواضع على أجزاء متسلسلة تحت عنوان : مشاهد من الحياة

المشهد الأول : إعلانات الكوميديا السوداء



المتابع لاعلانات التلفزيون فى الفترة الاخيرة سيجد انها فى منتهى السذاجة ، بل وتستخف بعقولنا ولا تحترم اوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية على حد السواء ، فعلى سبيل المثال ( لا الحصر) : ستجد فى اعلانات الوقاية من انفلونزا الخنازير .. ستجد المعلق الصوتى يخبرك بالاتى : عند اصابة احد افراد الاسرة بالمرض يجب عزله فى غرفة مخصصة به و منعزلة ( وانا لا اعرف كيف يمكن ذلك ؟ اذا كانت الاسرة المصرية فى الاساس تملك غرفة واحدة تمثل المنزل بالكامل .. بل والبعض يسكن فى عشش و أحياء تشبه احياء الصفيح التى فى الهند ) ، و يخبرك المعلق أيضا : بأنه يجب تهوية جميع ارجاء المنزل و فتح منافذه للتهوية ( و مرة أخرى أتسأل : كيف يمكن ذلك ؟ اذا كان المنزل ــ الذى هو عبارة عن غرفة واحدة ــ مفتوح من جميع جهاته ، بل ان اهله يتمنون لو انهم يستطيعوا سد منافذه كى يسترهم ... و الاهم من ذلك و ذاك هو طمأنة المعلق لك فى بداية الاعلان بألا تقلق اذا اصابك المرض ولا تظن بان كل انفلونزا هى انفلونزا الخنازير



و أرى فى ذلك سذاجة غريبة ، فكيف تطمئن الناس بشكل يجعلهم لا يهتمون بمرض على حساب مرض اخر ، رغم انه من المعروف ان الانفلونزا العادية خطيرة هى الاخرى وليست بالمرض السهل ، أعتقد انه كان من المفترض ان يخبرك ايضا بأنه من الضرورى ان ينام كل شخص فى غرفة منفصلة ويستخدم ادوات شخصية منفردة كفرشاة الاسنان والفوط والاطباق والملاعق والشوك والسكاكين و مستحضرات التجميل او اى ادوات شخصية اخرى



وحتى لا تستنكر كلماتى و تقول بأن هذا فعلا ما يجب فعله .. أذكرك بأن هذا الكلام صحيح فعلا ، وقد درسناه معا (أنا و أنت و معظم ابناء الشعب كذلك) فى احد صفوف التعليم الاساسى ، ان لم يكن كلها ، ولكن يجب مراعاة ان الشعب يعيش فى غالبه تحت خط الفقر او قريب منه ، فغالبية الناس لا تنتمى الى الطبقة الارستقراطية و انما الى الطبقة الكادحة و المطحونة ، يعيشون على الحديدة ( كما نقول فى التعبير العامى) ، بل انهم قد باعوا الحديدة أيضا كى يتمكنوا من سداد الضريبة العقارية .. طبعا ضريبة عقارية عن الغرفة الواحدة التى تمثل المنزل بأكمله

مشاهد من الحياة (الجزء الاول) ــ عاشها معكم : أحمد مصطفى الغـر

الأحد، 14 مارس 2010

مصر فى موسوعة جينيس العالمية



لم يكن لمصر نصيباً كبيراً فى موسوعة الارقام القياسية كما هو الحال لغيرها من بعض الدول ، لكن في الخامس من مارس 2009 نجح مغامر مصري فى عبور بحر الرمال الأعظم بصحراء مصر الشرقية محققاً رقماً قياسياً تم تسجيله بموسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية.
بدأت رحلة المغامر المصري هشام نسيم والفريق المعاون له والذي تكون من الملاح أحمد بركات والمهندس محمد غنيم يوم 3 مارس 2009 حين توجه الفريق المصري إلى نقطة البداية الواقعة أسفل هضبة الجلف الكبير حيث قاموا بالتجهيز للرحلة والقيام بالاختبارات الأخيرة للسيارة.
وفي صباح يوم 5 مارس 2009 كان الانطلاق من شمال الهضبة في بحر الرمال الأعظم لمسافة 560 كيلومتر إلى نقطة النهاية والتي كانت على حدود واحة سيوه.. حيث استطاع المغامر هشام نسيم والفريق المصري المعاون له عبور بحر الرمال العظيم خلال زمن قياسي مسجلاً ست ساعات و33 دقيقة.
واجه المغامر العديد من الصعوبات و المشكلات الجوية غير أنها لم تؤثر على إرادته وتصميمه على تحقيق هذا الانجاز. و منطقة بحر الرمال العظيم والتي جرت على أرضها تلك المغامرة يمتد طولها على مسافة 680 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب وهي مليئة بالجبال والكثبان الرملية، الأمر الذي يُصعب من عملية اجتيازها.. فما أجمل أن يرفع أبناء مصر اسمها عاليا بين الامم و يرفرف علمها فى كل حين !

بحث و متابعة : أحمد مصطفى الغـر

الاثنين، 1 مارس 2010

إعادة توطين سيناء



عندما وجدت الصين أن معظم سكان الريف يفرون منه الى المدن وأن حال الزراعة ربما سيتأثر بذلك مستقبلاً ، وأن المدن أصبحت تكاد تنفجر بالسكان والتى هى بالاساس مكتظة بالسكان ، كان لابد من إعطاء سكان الريف مزايا تفضلهم على أهل المدن ، فكانت أهم هذه المزايا هى السماح لهم بامكانية انجاب الطفل الثانى، حيث أنه من المعروف أن الصين لا تسمح بأكثر من طفل واحد لكل أسرة .

وبفكرة مشابهه ــ عن طريق مزايا أخرى وليس كثرة الانجاب ــ يمكن للحكومة أن تدعم أبناء الوطن من كل أراضيه للذهاب والتوطن فى سيناء ، فيجب التخطيط لمدن عمرانية منظمة و مصممة على أساس علمى و توفير كافة الخدمات لسكان هذه المدن من كهرباء ، و مياه ،وصرف صحى ، ومدارس، و مستشفيات وخلافه ، الى جانب اعفاءات من الضرائب العقارية على مساكن تلك المدن ، و تحفيز الشباب و المواطنين فى كافة المحافظات على الذهاب الى سيناء عن طريق خلق فرص عمل جديدة فى مجالات تنموية و صناعية ، وليس فقط فى المجال السياحى .

إن توطين سيناء لن يكون بالدعوات والشعارات ، و إنما بالتحفيز والترغيب على الذهاب إليها !


بقلم :أحمد مصطفى الغـر